الذي أنصح به الأخ إن كان أصبح لديه فهم طيب في القراءة في ( صحيح البخاري ) ، و ( صحيح مسلم ) ، و ( تفسير ابن كثير ) ، وإن كان أقل من ذلك فأنصحه بكثرة القراءة في ( رياض الصالحين ) ، وفي ( اللولو والمرجان فيما انفق عليه الشيخان ) ، وفي ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) في العقيدة ، والقراءة في ( بلوغ المرام ) للحافظ ابن حجر ، والعلم يتداعى ، فأنت تقرأ في ( بلوغ المرام ) فيدلك على مراجع ترجع إليها ، وهكذا إذا قرأت في ( اللؤلؤ والمرجان ) في تعليقات ربما تدلك على مراجع ، وأنا أنصح الإخوة أن يستقدموا أخاً من إخواننا يمكث شهراً أو شهرين أو ثلاثة يعلمهم لوجه الله ، لأن هذه المدرسة من فضل الله تعلم لوجه الله ، من أجل أن يقرءوا شيئاً من اللغة العربية كـ( التحفة السنية ) حتى تستقيم ألسنتهم ويعرفوا ارتباط المعاني ، فالقراءة في الكتب ليست مثل التلقين ، على أن هذه الكتب التي ذكرت مفيدة بإذن الله تعالى .
وقبل هذا حفظ ما تيسر من القرآن ، فإن القرآن يعتبر شفاء لأمراض قلوبنا وأجسامنا : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " .
والصحابة رضوان الله عليهم عندما يسلمون يتعلمون القرآن ، فيقول بعضهم : كنا نتعلم الإيمان قبل القرآن ، وكنا لا نتجاوز عشر آيات أو بهذا المعنى .
فالانكباب الكلي على القرآن ثم على هذه الكتب ، وإذا حدثت حادثة فيمكن أن تراجعها في الكتب مثل الطلاق ترجع إلى ( نيل الأوطار ) ، و ( سبل السلام ) للصنعاني ، ويتقوى الشخص إذا بحث المسألة بنفسه ، ثم تطمئن نفسه ليس كقول فلان وقال فلان ، لكن إذا بحثت ووقفت على الحقيقة فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في حديث ابن عباس : " ليس الخبر كالمعاينة " .
والشاعر يقول :
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ***** قد حدثوك فما راءٍ كمن سمعا
وإن وجد من يقدر ويرتحل إلى أرض الحرمين وإلى هنا من أجل أن يجالس أهل السنة فأنصحهم بمجالسة أهل السنة ، فإن أهل البدع لا يجرونهم إلا إلى الضلال ، والحزبيون لا يجرونهم إلا إلى الضلال بل الحزبية مساخة ، فرب شخص يكون يحفظ القرآن فإذا دخل في هذه الحزبية نسي ما قد حفظ وفسدت فكرته بعد ما كان مستقيماً .