هل على القارن في الحج طواف واحد وسعي واحد أم عليه طوافان وهل طواف القدوم يجزئ عن طواف الإفاضة كما دل على ذلك حديث عمر رضي الله عنه في البخاري أنه لم يطوف إلا طوافه الأول قال الحافط في الفتح : وهذا مشكل ؟
الأحاديث وإن اختلفت يفسرها فعل رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قدم مكة وطاف وسعى ، ثم ذهب إلى الأبطح وبقي فيها لليوم الثامن ، ولا نطيل الكلام على صفة حج النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وبعدما رمى جمرة العقبة ، ونحر هديه ، وحلق رأسه ، نزل وطاف طواف الإفاضة .
فطواف الإفاضة يعتبر ركناً من أركان الحج ، وهو المعني بقول الله عز وجل : " وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " ، ولم يسعَ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيحمل حديث عمر أو من روى غيره يحمل على أن المراد لم يطف طوافاً آخر - أي لم يطف بين الصفا والمروة - ، لأن المتمتع بخلاف هذا ، المتمتع يؤدي نسكين كل نسك مستقل ، يطوف ويسعى ، ثم يتحلل ، وإذا نزل وجب عليه أن يطوف ويسعى لأن كل نسك يعتبر مستقلاً .
أما القارن فليس عليه بعد طواف الإفاضة التي هي في يوم النحر أو بعد يوم النحر ليس عليه سعيٌ كما فعل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وأنصح بمراجعة ( زاد المعاد ) للحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى .
-------------
من شريط : ( الأجوبة على أسئلة الإمارة )