البدء بالقرآن أمر مهم : " خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه " ، لكن من الناس من يحفظ وينسى ، ويحفظ وينسى ، ويحفظ وينسى ، فربما يفنى عمره وهو لم يحفظ القرآن ، وإذا كانت لديه رغبة إلى النحو والمصطلح فننصحه أن يتعلم ذلك .
أما الذي يزهِّد في النحو فإنه يزهِّد في علم جليل ، بل هو يعتبر عوناً للمستشرقين ولأعداء الإسلام الذين يطعنون في اللغة العربية من أجل أن يطعنوا في الإسلام ولا يفهم المسلمون , وهكذا أيضاً المصطلح فقد أعيا كثيراً من المستشرقين ومن غيرهم ورأوه في غاية من الإتقان ، فأنتِ لا تعرفين إذا قرأتِ مثلاً في ( تفسير ابن كثير ) حديث منكر ، ما معنى حديث منكر ؟ أو حديث شاذ ؟ أو حديث معل ؟ أو حديث ضعيف ؟ أو حديث حسن لغيره ؟ أو حديث حسن ؟ إلى غير ذلك .
فالمهم أن هذه الأمور هي سهلة ، أنا لا أقول إنك تتبحَّرين في علم النحو ، وفي علم المصطلح ، إنما تأخذين من المصطلح : مثل ( الباعث الحثيث ) ما تعرفين به اصطلاح المحدثين رحمهم الله ، ومن النحو : مثل ( متممة الأجرمية ) ، و( قطر الندى ) ، تأخذين منه ما يستقيم به لسانك وتعرفين ارتباط المعاني .
ما هو الذي ينبغي أن يهتم به عند أولئك :
إنَّا طلبنا الله يا عالي النظر والتمثليات
المهم الأماني والخيالات ، الأمور الخيالية ضيَّعوا الشبابَ ، ربما تجد أحدهم تقول له : إعرِبْ : زيد قام ؟ ، فيقول : عفواً أنا والله ضعيف في النحو ، فأجاب الشيخ طيب أنت ضعيف في النحو ، عند زميلك ، أعرب يا أخانا : زيد قام ؟ ، فيقول : أنا ما اهتممت بالنحو ، وما فهَّمونا إياه ، نعم يا أخانا عندك يا أيها الثالث ، ويا أيها الرابع إلى آخره ، وبعضهم يقول : زيد فاعل لـ( قام) يقدم الفاعل على الفعل .
فالمهم يا إخوان هؤلاء أُناس يحتاجون إلى أن يُؤدبَّوا هم أنفسُهم ، وإلى أن يُعلَّموا ، صعتر وما أدراك ما صعتر , جويهل جويهل كبير ويتصدَّر للخطابة ، ويتصدر للمحاضرات وهو مسكين ، أضل من حمار أهله ، الله المستعان .