الفرقة الواحدة من تمسك بالكتاب والسنة ، روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " ، قيل : ومن يأبى يا رسول الله ؟ ، قال : " من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى " .
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " ، فالناس كلهم في خسارة إلا من توفرت فيهم تلكم الصفات : إيمان وعمل صالح وتواصي بالحق وتواصي بالصبر .
وقال سبحانه : " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ " وذكر صفات حميدة لهم ، ثم بعد ذلك أيضاً قال : " أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " .
فمن تمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح فنرجو أن يكون من الفرقة الناجية ، والسلفيون وأهل الحديث داخلون دخولاً أولياً ، وبعد هذا الفرق الأخرى ليست خارجة عن الإسلام لأن الكلام على أمة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - التي هي أمة الإجابة ولكن من لم يبلغ منهم حد الكفر والشرك فإنه يعذب بقدر ذنبه ثم مآله إلى الجنة كما قال الله سبحانه وتعالى : " إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ " .
وقال أيضاً : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " .
فالمراد بالفرقة من تملك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ولم يقترف كبيرة ، فإن كان من أصحاب الكبائر حتى ولو كان سلفياً فإنه تحت مشيئة الله إن شاء الله عذبه بقدر ذنبه ثم مآله إلى الجنة ، وإن شاء عفى عنه .