أما حديث : " أفعمياوان أنتما " فإنه من طريق نبهان مولى أم سلمة وهو مجهول ، لا أذكر أهو مجهول العين أم هو مجهول الحال ؟! انظروا في التهذيب كم روى عنه يا إخوان هذا أمر ، روى عنه اثنان فهو مجهول الحال لا تقوم به الحجة .
ويستدل بما جاء في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال لفاطمة بنت قيس : " اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده " .
بقي أمر : وهو وإن كان أعمى يشترط أن لا تُفتن به وألا يفتتن بهن ، فربما يفتتن بأصواتهن وربما يفتتن بالأسئلة السخيفة التي تَرِد من بعض النساء ، فإذا أمنت الفتنة من الجانبين وليس هناك ضحك ولا رفع صوت ولا ما يثير الغرائز الجنسية من الجانبين فذاك ، وإلا فإن الله سبحانه وتعالى إذا أخذ حاسة ربما ينقُل قوتها إلى حاسة أخرى ، فأخذ حاسة العينين ربما تنتقل إلى الأذنيين وإلى القلب وإلى غير ذلك ، حتى إن بعض العميان يكون آية في الحفظ بسبب أنه لا يبصر ، والله المستعان .