( * )أنصحهم أن يتركوا التعصب والعاطفيات العوجاء، وأن ينظروا إلى ما قال فيه أهل العلم، فهم لم يتكلموا فيه من أجل غرض دنيوي، ولكن من باب قول الله عز وجل: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾.
ومن باب قول الله عز وجل: ﴿لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون﴾.
فأهل العلم قاموا بواجب نحو ذلك الشخص الذي كان مدرسا في جامعة أبها يدرس التوحيد ثم تغير، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء».
وكان من دعاء الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». وأنا لست ضامنا ألا أتغير، وكل أحد لا يستطيع أن يضمن نفسه من التغير.
وما يدرينا أنه كان يبطن العقيدة الخبيثة، ثم بعد أن طرد من أبها أظهر ما عنده من الضلال، وإنني أحمد الله فقد بلغنا أن الحكومة القطرية منعته من الخطابة، ومن المحاضرات، وأنه باق في بيته، ويتركون له مرتبه لأنهم أناس كرماء. وقد أحرقته الكتب والأشرطة، وأهل العلم أعطوه نصيبه وقسطه، ومن فضل الله أنه لا يقوم مبتدع، إلا ويقوم أهل العلم عليه. فهل قام الشيخ ابن باز، والشيخ الألباني، والشيخ محمد بن جميل زينو، وغيرهم ممن لا أذكر أسماءهم، هل قاموا عليه لأنهم يحسدونه على دنياه، أم لأجل أن بينهم وبينه نزاعا دنيويا؟ بل قاموا عليه لوجه الله، ولما أظهر من البدع.
وعندنا مجلة (الفرقة) التي تسمى (الفرقان)، تتباكى لأنني تكلمت في عبدالرحيم الطحان، ولماذا أتكلم في راشد الغنوشي، وفي عبدالرحمن عبدالخالق، وفي حسن الترابي.
وإنني أحمد الله إذ وفق أهل السنة بالبعد عن الحزبيات والحزبيين، وأنت أيها السني لو كنت وحدك وأنت على الحق فلا تبال، يقول الله تعالى: ﴿إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين﴾، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يرى النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، فأنت تتمسك بالدين حتى ولو كنت وحدك.
وتعجبني كلمة الشيخ الألباني أسأل الله أن يحفظه ويجزيه خيرا، فقد قال عن دعوة الإخوان المسلمين إنها مثل الجندي الذي يقال له: مكانك سر. وهكذا دعوة عبدالرحمن عبدالخالق والسرورية، فقد كان أهل البيضاء أفرح ما يكون بمحمد البيضاني لأن بلدهم مرتع الصوفية، ثم فشل وهرب إلى صنعاء، ثم رجع إلى البيضاء ولكنه لم يترك الحزبية، وبلاد حاشد أفرح ما تكون بعبدالله الحاشدي ثم هرب إلى صنعاء.
فالتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى، وطلب العلم يحتاج إلى صبر، والدعوة تحتاج إلى صبر يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون﴾، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون﴾.
فصبر على طلب العلم وعلى الدعوة إلى الله، وعلى العامة، وعلى المسئولين، وعلى ذوي الأهواء، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «الصبر ضياء».
--------------------
( * ) : التفريغ مأخوذ من كتاب الشيخ : تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب ( أسئلة السلفيين البريطانيين )