ما نصيحتكم لنا عند الاختلاف في أي مسألة ولا يوجد لدينا عالم حتى نرجع إليه

الزيارات:
4642 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 ذو الحجة 1433هـ
نص السؤال:
ما نصيحتكم لنا عند الاختلاف في أي مسألة فقهية أو منهجية مع العلم أننا لا يوجد لدينا عالم حتى نرجع إليه عند الاختلاف ؟
نص الإجابة:
الذي أنصحكم به أن تعلموا أن الله أوجب عليكم جمع الكلمة " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ " [ آل عمران : 103 ] ، " إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " [ الأنبياء : 92 ] .
وأن تعلموا أن أعداء الإسلام حريصون غاية الحرص على تفرقة كلمتكم ، وتفريق كلمتنا ههنا ، وفي جميع البلاد الإسلامية ، حريصون غاية الحرص على تفريق كلمة المسلمين .
فعليكم أن تؤجلوا القضية التي تختلفون فيها ، ثم أن تعلموا أن الإختلاف ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
اختلاف تنوع ، فهذا لا ينكره إلا جاهل كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية ، أعني هذا ثابتٌ وهذا ثابت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مثل : التشهد في الصلاة له كيفيات ، ومثل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لها كيفيات ، فمثل هذا وذاك لا بأس بالاختلاف فيه ، ولا ينكره إلا جاهل .
واختلاف أفهام ، فهمت من النص كذا ، وفهم أخوك من النص كذا مثل ما فهم بعضهم من قول الله عز وجل : " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ " [ البقرة : 187 ] وربط في رجله خيطين خيط أبيض وخيط أسود وأراد أن يأكل حتى يتبين له ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ما قال له عليك القضاء .
ومثل ما جاء : أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا بصلين العصر إلا في بني قريضة " وبعضهم صلى في الطريق ، وبعضهم صلى العصر في بني قريضة وقد ذهب وقت العصر ، فالأمر سهل .

لكن الذي يخالف دليلاً صحيحاً صريحاً هو الذي يُنكر عليه .

وأنصحكم أن تكتبوا إلى أهل العلم ، وأن تتأنوا في هذا الأمر ، وإياكم إياكم والفرقة ، الخلاف شر ؛ كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ، وكما قال علي بن أبي طالب في مسألة وقد رأى خلاف ما عمل أبو بكر وعمر فقالوا : ألا تخالف ؟ ، قال : لا ، ما أريد أ، أخالفهم ، أو بهذا المعنى .
فالخلاف شر ، وأعداء الإسلام يتربصون بكم الدوائر ، والحزبيون أيضاً يحرصون على تفرقتكم ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما أستطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه " ، ويقول أيضاً وشاهدنا من الحديث ما سيأتي : " فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم ، واختلافهم على أنبيائهم " .
ويقول أيضاً وقد خرج من بيته ووجد جماعة يتجادلون وعبدالله بن عمرو بن العاص وصاحب له جالسان في مكان آخر ، فقال : " أيها الناس ما لهذا أمرتم ، لا تضربوا القرآن بعضه ببعض ، ألا تكونوا كهاذين الرجلين " يعني عبدالله بن عمرو وصاحبه .
فالجدل يورث الشحناء والبغضاء ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " ، فأمر الجدل هذا يضيع عليكم وقتكم ، ويشغلكم ، ويورث بينكم العداوة والبغضاء ، والله عز وجل يقول : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " [ العنكبوت : 46 ] .

--------------
من شريط : ( أسئلة من لندن )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف