حكم الذكر الجماعي بعد الصلوات بصوت عالي ؟

الزيارات:
4393 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ماحكم من يقرؤون بآية الكرسي والصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بعد الصلاة ويقولون بعد هذا : لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير عشر مرات ، وحسبنا الله ونعم الوكيل عشر مرات كل ذلك بصوت جماعي ، ثم بعد ذلك يقولون : الفاتحة إلى روح النبي محمد والزهراء والحسنين وآلهم الطاهرين ؟
نص الإجابة:
أما قراءة آية الكرسي لكل مصل انتهى من صلاته أن يقرءها بصوتٍ يسمع نفسه ، وليس بصوتٍ جماعي لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قرأ آية الكرسي - وفي رواية : " قل هو الله أحد " - دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " .

أما الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بالصفة المعروفة التي تعرفها ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آله محمد ، كما بارك على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، ثم اللهم ترحم على محمد وعلى آل محمد ، اللهم تحنن على محمد وعلى آل محمد ، اللهم سلم على محمد وعلى آل محمد ) فهذا بدعة بدعة بدعة ما أنزل الله بها من سلطان ، ما كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يفعلون هذا ، ولم يثبت الحديث بهذه الكيفية ، نحن لا ننهى الناس أن يصلوا على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأهل السنة يحبون رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ويعلمون أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً " رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة ، بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً " .
فالصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من أفضل القربات ، لكنكم استعملتموها بكيفية مبتدعة وزتم بها ما لم ينزل الله به سلطاناً ، زدتم فيها أمراً ليس ثابتاً عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

ثم بعد ذلك الصوت الجماعي لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والصحابة ، الذي جاء وليس بصوت جماعي الذي جاء ما رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس قال : ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا بالتكبير ، يرفع المصلي صوته بالتكبير ثلاث مرات أربع مرات خمس مرات كل واحد بمفرده ، أما بصوت جماعي فهذا الصوت المزعج يشغل الذاكرين ، أنت ربما تريد أن تقرأ آية الكرسي ، وآخر يريد أن يبدأ بسبحان الله سبحان الله سبحان الله ثلاث وثلاثين ، والحمد ثلاث وثلاثين ، والله أكبر ثلاث وثلاثين ، وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد فإنه من قالها عقب الصلاة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ، وأيضاً أن يقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال لمعاذ : " إني أحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " ، وهكذا أيضاً قراءة المعوذتين عقب الصلاة فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال لعقبة بن عامر وأمره أن يقرأ بها كما في السنن والظاهر أيضاً أنه في المسند من حديث عقبة بن عامر يقرءها ، فربما أنت تريد أن تقرأ ذكراً وأخوك يريد أن يقرأ ذكراً أنت تشغله وتشغل من بقي عليه صلاة ، وتشغل من يرد أن يتنفل ، وتشغل من دخل المسجد ويريد أن يصلي ، وقد روى أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال :دخل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - المسجد وأناس يصلونه يرفعون أصواتهم ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن فيؤذي بعضكم بعضاً فإن كلكم يناجي ربه " .
الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا صلاة بحضرة طعام ، ولا هو يدافع الأخبثان " ، أنت ترفع صوتك وتزعج المصليين ، ثم بعد ذلك ترتكب بدعة وتزعجهم عن السنن أو ربما عن الواجب والله المستعان .

بقي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير ، هي ثابتة عشر مرات عقب المغرب وعقب الفجر كما ذكره الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله في ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ) فهي ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعليها الأجر الجزيل بما لا استحضره الآن ، كلٌ بمفرده ليس هناك دعاء جماعي .

قراءة الفاتحة ؟
الفاتحة بدعة ، وبعدها ما يقول المنحرفون والشيوعيون والبعثيون والناصريون والمرضى ما يقولون إننا نهى الناس عن قراءة الفاتحة لا ، الفاتحة هي أفضل سورة في القرآن ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول فيما يرويه عن ربه : " إذا قرأ العبد الفاتحة فقال : " الحمد لله رب العالمين " قال الله : حمدي عبدي ، وإذا قال : " الرحمن الرحيم " ، قال الله : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : " مالك يوم الدين " قال الله : مجدني عبدي ، وإذا قال : " إياك نعبد وإياك نستعين " ، قال الله : هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، وإذا قال : " إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين " قال الله : هذه لعبدي ولعبدي ما سأل " ، فلسنا نزهدك في قراءة فاتحة الكتاب ، ولسنا نزهدك في قراءة القرآن .

أما الفاتحة بنية كذا وكذا عقب الصلوات فبدعة محدثة قالها الصنعاني في ( سبل السلام ) عند الكلام على الأذكار الواردة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

س : بعضهم بعد قراءة آية الكرسي يقول : " وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ " ؟
الشيخ : لم يثبت ، " وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ " حتى يظن أنها من آية الكرسي .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف