تقدم الكلام على هذا ، وبقي هل يبنى حكم على حكم كلام ذلكم الكاهن فإنه ربما تقوم فتن بسبب ذلكم الكاهن ، يأتي إلى الشخص ويقول : فلان سرق عليك ، والسارق هو فلان ، وآخر ربما يذهب ويقتله أو يذهب وينتقم منه أو تقع العداوة بينهما ، بقي أيجوز هذا أم لا ؟ .
الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " على المدعي البينة ، وعلى المنكر اليمين " .
لو رأيته وأتى به الساحر أمامك يمشي وأخذ الحاجة ثم انصرف لا يجوز لك أن تحمل حقداً عليه ، ولا تظن به ظناً سوءاً ، لأن هذا يعتبر كاهناً ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في ( الصحيحين ) سأله بعض الصحابة قال : إن منا أناساً يتكهنون ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " فلا تأتهم " .
فلا يجوز لأحد أن يأتي الكهان إلا من أجل أن ينكر عليهم أو من أجل أن يختبر الشخص فلا بأس من أجل أن يختبره أو ينكر عليه لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في ( الصحيح ) ذهب يختبر ابن صياد . والله المستعان . وتقدم الجواب على هذا .
ننصح جميع إخواننا باقتناء كتاب ( تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ) ، ويقتنوا كتاب ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) ، ننصح إخواننا بقراءة هذين الكتابين .
وإياك إياك أن يقول لك الشيوعيون أو المخرفون أو غيرهم : إن هذه كتب وهابية ، يجب عليك أن تقبل الحق ممن أتى به وهو حق ، يجب أن تقبل الحق ممن أتى به ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قد قال في شأن الشيطان : " صدقك وهو كذوب " ، وقال أيضاً كما في ( سنن النسائي ) بإسناد صحيح عن قتيلة رضي الله عنها قالت : جاء اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقالوا : إنكم تنددون تقولون : ماشاء الله ، وشاء محمد ، وتقولون : والكعبة ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إذا حلفتم فقولوا : ورب الكعبة ، وقولوا : ما شاء الله ثم شاء محمد " .
وهكذا من حديث الطفيل بن عمرو في ( مسند الإمام أحمد ) ، وفي ( سنن ابن ماجة ) نحو هذا .
فالنصيحة والحق يقبل ممن جاء به ، وما فرق بين المسلمين إلا الجهل والسياسات وإلا فأنت إذا قرأت ترجمة عالم من علمائنا المتقدمين تجدهم يرحلون إليه من أقطار شتى ، ومما استحضره الآن عبدالرزاق الصنعاني فقد رحل إليه العلماء من نيسابور محمد بن يحيى النيسابوري ، ومن بغداد الإمام أحمد ، وهكذا أيضاً من خرسان إسحاق بن راهوية ، و محمد بن رافع النيسابوري القشيري إلى غير ذالكم جمع من أهل العلم رحلوا إلى عبدالرزاق ، واستمعوا العلم منه ، ولم يكن هناك تفرقة بين المسلمين ما حدثت التفرقة بين المسلمين إلا بسبب السياسات ، وبسبب الجهل فإلى الله المشتكى .
نعيد وننصح الإخوان باقتناء الكتابين اللذين هما ( تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ) ، وهكذا ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) والله المستعان .