السنن الجبلية إذا قصد الشخص الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيثاب على الاقتداء مثل العمامة ، وترك الشعر وغيرها من الأشياء التي هي أمور طبيعية ، أو كانت العرب تعملها فعملها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فهذا إذا عملها الشخص بنية الاقتداء يثاب على الاقتداء ، والدليل على هذا ما جاء عن أنس رضي الله عنه أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يتتبع الدباء من أطراف القصعة ، قال أنس : فأنا أتتبعه ولا أزال أحبه .
وما جاء عن قرة بن إياس أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مطلق أزراره - أي أزرار فتحة ثوبه - قال : فما رايت قرة وأولاده إلا مطلقي أزرارهم .
فكان الصحابة يقتدون بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في بعض الأمور الجبلية .
والذي يقول : إنها سنة فلا ينكر عليه لكنه يعتبر مخطئاً ، ويحتاج إلى أن يدرس في أصول الفقه ، وفي أحوال الصحابة مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وإلا فرب شيئ يستعمله النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لو استعمله آخر لأفسد عليه مزاحه ، لأن الأمزجة تختلف ، فذاك يعجبه من المآكل ما كان طبيعته البرودة ، وآخر يعجبه من المآكل ما كان طبيعته الحرارة إلى غير ذلك ، والأطباء والدارسون في كتب الطب وخصوصاً الطب الحديث يعرفون هذا والله المستعان .