أما صلاة المريض فقد جاءت في ( الصحيح ) عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : دخل إلي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبي بواسير ، وأنا أسجد على وسادة فأخذ الوسادة ورمى بها وقال له النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " صل قائماً ، فإن لم تستطع فجالساً ، فإن لم تستطع فعلى جنب " .
والصلاة لا تسقط عن المريض إلا بزوال عقله ، حتى ولو يومىء إيماء كما في الحديث نفسه " ولو يومىء إيماء " ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ، وصلاة النائم - أي المضطجع - على النصف من صلاة الجالس أو القاعد " ، فهذا الحديث يحمل على مريض لو أجهد نفسه لا استطاع ، لكن لم يجهد نفسه فيكتب له النصف ، وإلا ففي ( صحيح البخاري ) عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إن العبد إذا مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً " .
أما أن يلقى الله وهو قاطع صلاة فبئست الخاتمة ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول :" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " .
والمريض أولى الناس بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والاستقامة والتوبة من ذنوبه ، وينبغي أن ينصح المرضى ، فقد دخلت ذات مرة في مستشفى الزاهر بمكة وكثير من المرضى لا يصلون يظنون هذا الظن وهو : إذا قد أصابه مرض سقطت عنه الصلاة ، وبحمد الله عند أن بُلغوا فهذا يدعو بتراب ، من أجل أن يتيمم ، وذاك يأخذ نفسه ويذهب ويتوضأ ويصلي .
فلو أنهم نصحوا وبين لهم أنهم إذا لقوا الله وهم قاطعوا صلاة ربما يكونون كفاراً على أصح أقوال أهل العلم ، لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ليس بين الكفر والشرك إلا الصلاة " رواه الإمام مسلم من حديث جابر رضي الله عنه والله المستعان .