الواجب هو العدالة ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : - كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة - : " استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خُلِقْنَ من ضِلَع وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه فإن ذهبتَ تقيمه كسرتَه ، وإن تركته ، لم يزل به عِوَج " .
والمرأة ضعيفة ، يجب أن يرفق بها وأن يعاملها معاملة الشقيقة ، كما قال الله سبحانه وتعالى : " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف " [النساء/19].
فإن هذا الزواج يعتبر آية من الآيات ، امرأة من المشرق ورجل من المغرب ، لا يتعارفان ويُلقي الرحمن بينهما المودة " وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إليها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الروم/21].
كما أنني أنصح المرأة بالصبر على زوجها ، تصبر وتحتسب لله عز وجل ، والمرأة هي كما سمعتم تعتبر كالأسير مع الرجل ، فأنا أنصحها بالصبر ، لأنها ربما تذهب من عند الأول وتتزوج بالثاني وبعد الثاني الثالث والرابع , وبعد ذلك يزْهَدُ الناس فيها .
هذا وربما أيضاً يكون لها أولاد وتُسبِّب الضياعَ لأولادها ، والحمد لله كم من امرأة صالحة فاضلة أو محبة لأولادها ، ربما تبقى ويذهب شبابها من أجل أبنائها أو من أجل بناتها ، أو من أجل أبنائها وبناتها ، فلا بد أن تفكِّر المرأة كثيراً وأن يفكِّر الرجل كثيراً في شأن الفراق وفي شأن الغضب ، والمرأة أيضاً يجب أن تساعد زوجها على الخير فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " فهي تعينه على الخير وتصبِّره ، وإن كانت فقيهة تعلِّمه وتحتسب وتصبر ، وما يُدريها أن الله سبحانه وتعالى يجعل في صبرها الخير والبركة والسعادة ، السعادة لا تكون بين الزوجين إلا بصبرهما على بعضهما البعض ، وبتعاونهما على الخير وعلى تربية أبنائهما ، والله المستعان .
فقال السائل :
وهل التي من آل البيت لها ميزة عن غيرها ؟
الجواب :
تفضيل هذه على هذه لا ، يعني الواجب هو العدالة والله المستعان ، كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَة " [النساء/129] أي إذا كان يرغب في واحدة ويأتي إليها ويطمئن إليها والأخرى لا " فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ "
، فهذا هو الواجب هو العدالة فاتقوا الله ، لكن هذا بين الأولاد " فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم "
المهم الواجب هو العدالة .
وتركت الاستدلال بحديث " من كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما أتى يوم القيامة وشِقُّه مائل " لأنه حديث معل وقد ذكرته في أحاديث معلة ظاهرها الصحة .