لم يثبت ، دعاء خاص يوم الجمعة والاستمرار عليه يعتبر بدعة ، اللهم إلا ما جاء في الصحيحين من حديث أنس أن رجلاً دخل والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يخطب فقال : يا رسول الله : هلكت الأموال وانقطعت السبل فدعو الله أن يسقينا ، فرفع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يديه ودعا الله وقال : " اللهم هلكت الأموال وانقطعت السبل فاسقنا " ، فخرجوا من المسجد وليس هناك قزعة - أي قطعة من النو - ثم سقوا ، فجاء ذلك الأعرابي أو غيره فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادعو الله أن يرفعها ، فدعا النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الله أن يرفعها .
فالدعاء لمناسبة في بعض الأوقات لا بأس به ، أما الاستمرار عليه فلا .
وبعد هذا السياسات المنحرفة لا يجوز أن تتدخل في دين المسلمين ، والجاهل ينبغي أن يتعلم من العالم ، ما يتحكم بالعالم ، كفى كفى يا قومنا ، انظروا عواقب الفساد ما ظلمهم الله ، ولكن الرئيس أو الملك يقول الباطل ويصفق له من أجل هذا عم العذاب ، وعم العقاب : " "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً " ، وفي ( صحيح البخاري ) عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا " ، وفي ( جامع الترمذي ) و ( مسند الإمام أحمد ) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنه قال : أيها الناس إنكم تحملون هذه الآية على غير محملها : " عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ " ، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " أيما قوم عمل بين ظهرانيهم المعاصي ثم لم يغيروه إلا أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده "
الأمر والبلاء يعم فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في الصحيحين يقول في حديث عائشة : " يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم " ، فقالت : يا رسول الله يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟ ، قال : " يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم " .
الأمر خطير ففي الكويت من هو خيرٌ منا ، وفي نجد من هو خيرٌ منا ، وهكذا في العراق من هو خيرٌ منا ، ولكن المصيبة تعم ، ربما أصدر الرئيس أمر أو الملك الأمر أو غير ذلم والناس يعرفون بطلانه فيسكتون فعمهم الله بالعقاب .
فنخشى على بلدنا أن يصيبها ما أصاب غيرها ، يجب أن نتوب إلى الله ، وأن نرجع إلى أهل العلم ونستفتيهم ، ما يأتي عامي لا يعرف أركان الإسلام ، عامي لا يعرف كيف صلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، عامي ربما يكون خماراً ، وربما يكون قاطع صلاة ، وربما يكون شيوعياً ، وربما يكون بعثياً أو ناصرياً ، ثم يريد أن يتحكم بالدعاة إلى الله ، يريد أن يتحكم في الأئمة والعلماء ، مصيبة يا إخواننا نخشى من مصيبة أن تعمنا .
لماذا لا نتعاون على الخير ؟ يقول الله سبحانه وتعالى : " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان " ، ورب العزة يقول : فاسألوا الخماريين إن كنتم لا تعلمون ؟!! ، وهل يقول الله سبحانه وتعالى فاسألوا الجهال إن كنتم لا تعلمون ؟!! ، هل يقول الله سبحانه وتعالى فاسألوا أهل الأهواء إن كنتم لا تعلمون ؟!! ، أم يقول : " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " .
الأمر خطير ومؤذنٌ بعقاب من عند الله عز وجل أن يضطهد المصلون الصالحون ويتحكم فيهم الجهلاء ، وربما يتحكم فيهم الأرجاس الأنجاس من شيوعيون وبعثيين وناصريين .
فالواجب علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى ، وأن نرجع إلى علمائنا ، ثم العلماء أنفسهم إذا اختلفوا فلا يلزم عالمٌ عالماً بما يراه إذا لم يكن الإختلاف ناتجاً عن هوى .
س : بقي تتمت السؤال : فماذا يفعل الإنسان لأنه إذا تركة حصلت فتنة ولا يوجد من يقوم بالخطبة غيره ؟
لا يرتكب بدعة ، وهل يرضى هؤلاء المدبرون بأن يدعى أن الله ينصر الحق أم لا بد أن نخصص صداماً البعثي ؟ الأمر خطير والمسألة أصبحت فوضى ، كما يقولون : من عز فز ، من قويت يده وقوي ساعده اضطر اللآخرين إلى الباطل والله المستعان .
-------------
من شريط : ( أسئلة تهم أهل السنة والجماعة )