أما صيغة التشهد فإنه جاء بكيفيات شتى ، ولعل أصحها حديث ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - علمه التشهد وهو قابض ، أو جاعل يده بين يديه فقال له : " التحيات لله والصلوات الطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " لفظة ( وحده لا شريك له ) ليست في حديث عبدالله بن مسعود ، فأنت تقول : أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
وبقي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، جاءت بكيفيات أخرى أو بكيفيات شتى جاء منها : حديث كعب بن عجرة الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأنبياء : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد " ، وجاءت بكيفيات شتى .
أما ( باسم الله وبالله والحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله ) هذه لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، الذي ورد باسم الله في بعض السنن ، وفي صحيح ابن حبان وهي زيادة باطلة عن جابر ، لم تثبت ، وقد ذكرها الإمام مسلم في كتاب ( التميز ) أي مبيناً لعلتها أنها لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فينبغي أن يتعلم هذا الذي ثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وإياك إياك أن تقول : أنا عامي ، أنت عامي ، وأنت إذا كنت تزرع بعد البقر تأتي بتلك الأغاني الغريبة ، وتأتي بتلك التراهات وربما أحدكم يحفظ الأغاني أغنية فلان وأغنية فلان ثم عامي ، ولا تأتي بوقت قصير تحفظ فيه هذا التشهد الوارد عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، بل ربما بعضهم يقول : أنا عامي ، وهو يستطيع أن يفك السيارة أو المسجلة على مسمار مسمار ، ثم يقول أنا عامي ، أو يكون خشاباً متقناً للفن أو غير ذلك ، هذا عدم اعتمام بالدين ، وعدم مبالاة بالدين ، هذا ليس بعذر ، من هو الذي له عذر ؟ الذي يبلغ جهده ثم لا يستطيع ، جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في حديث عبدالله بن أبي أوفى فقال : يا رسول الله إني لا أحسن شيئاً من القرآن فعلمني ، فقال له النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " قل سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر " ، قال : هذه لربي فما لي ؟ قال : " قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واعف عني واهدني ..." إلى آخره ، قال : ثم ذهب وهو ماسك بيده فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " أما هذا فقد ملأ يديه من الخير " .
الشخص الذي لا يستطيع شيبه في آخر عمره ، أو عجوز ، أو رجل بليد ، هذا البيلد يا إخوان يمكن في العشرة الألف واحد ، ليس عذراً أن يقول الشخص : أنا ما أفهم ، أنت مشغول بأمور أخرى ، وإلا لو تفهمت لفهمت ، لأننا قد وجدنا طلبة علم يأتون ، وذاك زراعي ، وذاك كان في معمل بلك ، وذاك كان مليساً ، وذاك كان راعي غنم ، وذاك كان في مطبخ ، وبعد أيام أصبح يهز المنابر من فضل الله عز وجل ، فإذا فرغت لله وجعلت لله وقتاً من وقتك ، فأنت إن شاء الله ستكون طالب علم ، وتعبد الله على بصيره .
السائل : الأخ يقول : هل ثبت عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقولون في حياة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - السلام عليك أيها النبي ، وعندما مات يقولون : السلام على النبي ؟
الشيخ : ثبت عن بعض الصحابة عن ابن مسعود وعائشة ، ونحن مأمورون أن نقول ما علمنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، " وما كان ربك نسياً " ، فالله يعلم أن رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سيموت ما قال لهم : إذا مت يا محمد فليفولوا : السلام على النبي ، نحن نقول كما علمنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .
---------------
راجع كتاب المصارعة ( ص 452 - 453 ) .