ماهي كيفية الأذان وهل قولهم حي على خير العمل من الأذان أم هي بدعة ومن الذي إبتدعها ؟

الزيارات:
5153 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ماهي كيفية الأذان وهل قولهم حي على خير العمل من الأذان أم هي بدعة ومن الذي إبتدعها ؟ والذين يؤذنون بحي على خير العمل لا يذكرون إلا تكبيرتين في أول الأذان فهل لهم دليل على ذلك ؟
نص الإجابة:
أما كيفية الأذان فهو جاء بكيفيات شتى وأصحها أن تقول :
الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد ألا إله إلا الله ، أشهد ألا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله .
هذه كيفية ، وتثنية الأذان أيضاً واردة : الله أكبر الله أكبر ، أشهد ألا إله إلا الله ، أشهد ألا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، هذه أيضاً واردة وثابتة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

أما الإقامة فكيفيتها :
الله أكبر الله أكبر ، أشهد ألا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله .
ففي حديث أنس أن بلالاً أُمر أن يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة .

والأذان من الأمور التي ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون ، يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة : " لو يعلم الناس مافي النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا " .
وفي صحيح مسلم : " أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون " ، ويقول أيضاً كما في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري أن أبا سعيد قال لرجل : إني أراك تحب البادية ، فإذا أذنت فارفع صوتك فإنه لا يسمعك جن ولا إنس ، ولا يسمعك شجر ولا حجر - أو بهذا المعنى - إلا شهد لك ، ثم قال أبو سعيد سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

كذا أيضاً السامع للأذان ينبغي أن يتابعه فقد روى البخاري عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من سمع المؤذن ثم قال مثل ما يقول المؤذن : ثم قال : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي " .
وروى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " من سمع المؤذن ، ثم قال مثل ما يقول ثم قال : أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ،وبمحمد رسولاً غفر له " .

ورى الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا على النبي ، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا ينالها إلا عبد ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فإنه من سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي " أو بهذا المعنى .
هذا الذي ينبغي من سمع المؤذن ، ولا يقوم المؤذن كأنه خطيب في المسجد ، هذا ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ولكن كل سامع يقول مثل ما يقول المؤذن فهذا هو المشروع .

ثم بعد هذا في الأذان لفظة : ( حي على خير العمل ) لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وقد رواها البيهقي في سننه عن عبدالله بن عمر ، وجاء أيضاً عن علي بن الحسين ، وفي ( المحلى ) لأبي محمد بن حزم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وهو صحابي صغير من قوله ، ومن قول عبدالله بن عمر ، ومن قول علي بن الحسين .

وبقي في أذان الفجر ، في ( صحيح ابن خزيمة ) عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : أمر بلال أن يقول في أذانه ( الصلاة خير من النوم ) هكذا ، وهي في الأذان الأول على الصحيح من أقوال أهل العلم كما في ( سبل السلام ) ، تقولها في الأذان الأول ، الفجر له أذانان ، ولا بنبغي أن يفرط فيه كما هو شأن كثير من الناس يفرطون في الأذان الأول وهو يعتبر من الثلث الأخير الذي ينزل الله سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا فيقول : " هل من مستغفر فأغفر له ، هل من سائل فأعطيه سؤاله " أو بهذا المعنى ، فهذا يعتبر في الثلث الأخير قبل الأذان الأخير بقدر ربع ساعة أو بقدر ثلث ساعة لا ينبغي أن يطول الوقت بينهما ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن بلالاً يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " فإنه رجل أعمى ، قال : وكان لا يؤذن حتى يقول : أصبحت أصبحت .
نحن الآن في الأذان الأول الذي فرط فيه كثير من إخواننا اليمنيين واستبدلوا به بدعة ، ما هي هذه البدعة ؟ هي التسبيح ، التسبيح من قريب ثلث الليل الأخير ، التسبيح يعتبر بدعة ، تسبح الله سبحانه وتعالى إذا قمت تصلي وتذكر الله سبحانه وتعالى ، أما أن يقوم المؤذن يزعج الناس من الثلث الأخير وهو يسبح ، هذا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهو بدعة ، والواجب هو تركه ، لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى بدع بدعته " .

أما أذان الجمعة الأول ليس بمشروع ، وفعله عثمان رضي الله تعالى عنه ، اجتهد في هذا ، وعبدالله بن عمر كما في ( مصنف ابن أبي شيبة ) يقول : إنه بدعة ، ونحن لسنا نقول إن عثمان رضي الله تعالى عنه مبتدع وهو اجتهد في فعل ، لكن نحن مأمورون باتباع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ، وفي ( صحيح البخاري ) في كتاب الجمعة من حديث السائب بن يزيد : أن الأذان كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أذاناً واحداً ، فهو يعتبر بدعة والله المستعان .

---------------------
راجع كتاب المصارعة ( ص 445 إلى 447 ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف