هذا الراتب بين هذيان ، وبدع وشرك ، ولا يجوز أن يقرأ في وقت من الأوقات .
والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه من حديث عائشة .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة " .
ويقول كما جاء عن أنس عنه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته " .
وأما التوسل الذي فيه فهو يعتبر بدعة ، لأنه ليس من التوسل الجائز ، فهو توسل بالأموال ، والأموات لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً فضلاً عن غيرهم ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لم يتوسل بنوح ولا بإبراهيم ، ولا بغيرهما من الأنبياء .
والصحابة أيضاً لم يتوسلوا بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بعد موته ، بل روى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه قال : إنا كنا نتوسل إليك بنبيك فتسقنا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا ، قم يا عباس فادع الله ، ولفظة : فادع الله خارج الصحيح .
أما نداء الشيخ أو غيره فهذا يعتبر شركاً ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ومن يدع من الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين " ، وشاهدنا من هذا قوله : " وكانوا بعبادتهم كافرين " .
فالدعاء عبادة كما روى الترمذي في جامعه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :" الدعاء هو العبادة " ، ثم قرأ قوله تعالى : " وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " .
ويقول الله سبحانه وتعالى : " قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته " .
ويقول سبحانه وتعالى : " يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيئ إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " .
مثل الذي ينادى المشائخ الأموات ، أو الصالحين الأموات كمثل شخص جالس على طي البئر ويمد يديه ويقول : تعال يا ماء ، تعال يا ماء ، فهل يصعد الماء من البئر إلى كفيه ؟!! .
والأذكار عقب الصلوات الواردة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيها غنية عن هذا الهراء ، وهذه الشركيات .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لمعاذ بن جبل كما في السنن : " يا معاذ إني أحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك " .
فالمقصود أن الأذكار عقب الصلوات كافية عن هذا الهراء ، وعن هذا الهذيان .
وأنصح الأخ السائل حفظه الله تعالى أن يجتهد معهم في تعليم الأذكار الشرعية الواردة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ويمكن أن تؤخذ من ( الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة ) لأخينا في الله مصطفى بن العدوي حفظه الله تعالى .
---------------------
راجع كتاب قمع المعاند : ( 1 / 161 إلى 164 ) .