الله سبحانه وتعالى يقول : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ" .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " .
وفي الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إذا تثاءب العبد فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل في فيه " وفي رواية : " يضحك منه " .
وهذا أمرٌ مشاهد ، ويعجبني ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة له سميت < إيضاح الدلالة في عموم الرسالة > بعد أن ذكر جملة من الأدلة التي أرى ضعف بعضها من أجل هذا ما ذكرته وهو أن غلام أوتي به وقالت أمه إنه يفسد علينا طعامنا فضربه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في صدره وقال : " اخرج يا عدو الله من عبدالله " فخرج منه ، هذا أنا على ضعفه ، بعد ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : لو لم يرد في المسألة دليلٌ لما كان لنا أن نخالف الواقع وننكر ما وقع بدون دليل من الكتاب والسنة .
فالأمر كما يقول رحمه الله تعالى ، ثم إن الذين يعالجون يرون تنقله من مكانٍ إلى مكان ، ويسمعون صراخه ، وتغير الصوت ، وربما شموا رائحة احتراقه من فم المريض .
والذي ينكر هذا هم الفلاسفة وأخذه عنهم المعتزلة ، وأخذه فروخ المعتزلة كمحمد الغزالي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده المصري ومن سلك مسلكهم .
فالزمخشري يقول عند قول الله عز وجل : " وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " ، وعلى حديث النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ما من مولود إلا ويطعنه الشيطان في خاصرته فيسمع له صراخ " قال الزمخشري ساخراً من الحديث ومستهزءاً به : لو كان كما يقول لسُمع للدنيا صراخاً ، ولكن الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .
فالمهم أنها مسألة فلسفية أخذها المعتزلة وأخذها عنهم أفراخ المعتزلة ، فالذي ينكر هذا يعتبر مخالفاً للواقع ، ومخالفاً للأدلة ، ويعتبر ضالاً .
-------------
من شريط : ( أسئلة الشيخ الوصابي والزائرين )