يعتبر بدعة فمسجد رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - لم يكن له منارة ، وتلكم الأموال التّي تصرف في المنارة سيسأل عنها صاحبها لأنّ الرّسول - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - نهى عن إضاعة المال .
والنّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - يقول : " من عملَ عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
فالذّي انصح به كلّ أخ من أهل السنّة إذا أراد أن يبني مسجداً أن يقرأ كتاب المساجد من ( صحيح البخاري ) ، وأن يقرأ أيضا كتاب ( إصلاح المساجد ) للقاسمي ، وأن يقرأ أيضا غيرها من المؤلّفات التي ألّفها أهل السّنّة حتّى ما يبني شخص على بدعة .
فالمحراب يعتبر بدعة ، الرّسول - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - لم يكن في مسجده محراب ، بل روى البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد أنّه قال : كان بين مصلى النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - إذا سجد – وفي رواية والجدار- قدر ممر شاة ، وفي أخرى والمنبر قدر ممرّ شاة ، دليل على أنّه ليس له محراب ، ولم يثبت ، بل يوجد له كتاب في بدعة المحاريب .
فجدير بالمسلم أن يتفقّه في دين الله . بعض النّاس يا إخواننا بنى مسجداً ثمّ بنى له حجرة هو وعائلته من أجل أن يقبر في تلك الحجرة بجانب المسجد ، فصاحب المال إذا لم يتقيّد بكتاب الله ، وسنّة رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - سيتخبّط ، ونحن مسؤولون عن أموالنا .
هذه المنارة التّي يبنيها ممكن أن يبني بها ثلاثة مساجد ،النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - يقول كما في الصحيحين من حديث عثمان " من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنّة ". فينبغي لنا أن نحرص على تأسيس المسجد ، وعلى بناء المسجد كما بناه رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - والله المستعان.
وشبهة في المنارة أن عيسى ينزل بجانب المنارة البيضاء بدمشق أو بهذا المعنى ، شبهة المنارة هذه المنارة ليس فيها أنها في مسجد هذا أمر .
الأمر الثاني : هل عملت على وفق كتاب الله وسنّة رسول الله ؟ وهل النّاس مقيّدون في ذلك الزّمان بكتاب الله وسنّة رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - أم ماذا؟ فهذا ليس فيه دليل . ثمّ خير الهدي هذي محمد –- صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - ، ومسجد النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - لم يكن له منارة.
ينبغي أن يؤذّن في مكان عالي ففي الحديث بين المؤذّنين ليس بينها إلّا أن ينزل هذا ويصعد هذا دليل على أنّهم كانوا يؤذّنون على مكان مرتفع ، فإن أمكن أن يؤذّن على مكان مرتفع غير المنارة . أمّا المنارات والصّوامع فمن أين ورثها المسلمون؟ ورثها المسلمون من الرّهبان صدق النّبيّ - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - إذ يقول " لتتّبعن سنن الذين كان من قبلكم شبرا بشر وذراعا بذراع حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه " فهي هذه المنارات يقلّدون فيها أعداء الإسلام .
أمّا شبهتهم في المحراب فمنها قوله تعالى : { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا}[آل عمران:37] ، وقوله : { نَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ }[آل عمران:39] ، المحراب ماهو في اللغة ؟ يطلق على شيئين كما في القاموس : يطلق على المكان الخاص بالسحر ، ويطلق على صدر المسجد ، أمّا المحراب الذي يسمّيه أهل العلم ويستنكرونه يسمّونه بالطار يختفي الإمام وما يدرى لو أنّه قام أو قعد أو كذا ، كثير من النّاس لا يرونه. وعلى كلّ فهو بدعة.