ما نصيحتكم للأخوة المسلمين في فرنسا سواء الذين يستطيعون الهجرة والذين لا يستطيعون الهجرة ؟

الزيارات:
3526 زائراً .
تاريخ إضافته:
27 محرم 1434هـ
نص السؤال:
ما نصيحتكم للأخوة المسلمين في فرنسا سواء الذين يستطيعون الهجرة والذين لا يستطيعون الهجرة ؟
نص الإجابة:
أنصحهم بتقوى الله سبحانه وتعالى، فهي وصية الله لعباده: ﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله﴾.
وتقوى الله امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، ثم أنصحهم بالإخلاص لوجه الله عز وجل: ﴿ألا لله الدين الخالص﴾. ويقول: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾.

وفي «الصحيحين» عن جندب -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به». وفي «صحيح مسلم» أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه».

فأنصحهم بإخلاص العمل لله عز وجل ثم بمتابعة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فإن الله عز وجل يقول: ﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾.

كما ننصحهم بطلب العلم واقتناء الكتب النافعة مثل: «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم» و «مسند الإمام أحمد» و «جامع الترمذي» و «سنن أبي داود» و «سنن النسائي» و «سنن ابن ماجة» وكذلك مراسلة أهل العلم، وأن يحذروا كل الحذر من الحزبيين، فإن الحزبي لا يدعوك لوجه الله بل لأجل أن تصوت له. كما ننصحهم أن يحذروا من أصحاب الجمعيات الشحاذين، الذين لا يأتون إلا من أجل جمع الأموال.

فعليهم بالجد والاجتهاد في تحصيل العلم النافع وفي حفظ القرآن يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

ويقول: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» مع الفهم: ﴿أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها﴾فلا بد من الفهم.

وكما قلنا قبل مكاتبة كبار العلماء مثل الشيخ الألباني والشيخ ابن باز ومن كان على شاكلتهما مثل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ أبي الحسن في اليمن، وكثير من إخواننا الأفاضل حفظهم الله.

فعليهم أن يتصلوا بأهل العلم وإن يسألوهم، ولا يأتيهم شخص همه هو أن يجذب الناس فيحدثهم عن الجهاد في سبيل الله، فأقول: إن الجهاد في سبيل الله يعتبر من أسمى شعائر الإسلام، ولا يقوم دين إلا بجهاد في سبيل الله لكن المجتمع الذي استولت عليه أمريكا لن تتركه يجاهد في سبيل الله، أو الذي استعبده الدرهم والدينار لن يستطيع أن يجاهد في سبيل الله، أو المجتمع الذي يهمه نفسه وأن يحصل الشخص فيه على بيت وزوجة وسيارة لن يستطيع أن يجاهد في سبيل الله.

وإذا درسنا سيرة الصحابة وجدناهم صبروا على العري، وعلى الجوع، وعلى المرض وعلى مفارقة الأوطان، وعلى فراق الأحبة بمكة، فهل بلغنا عشر ما بلغوه، فإذا بلغنا الربع فنحن رجال ونستطيع أن نجاهد، أما أن يأتي لنا مثل حسن الترابي ترب الله وجهه ويدعونا إلى الجهاد، أو ضائع مائع من الإخوان المسلمين ويدعونا إلى الجهاد.

فلا بد في الجهاد من إخلاص لوجه الله عز وجل، ومن استقامة، فقد هزم الصحابة في غزوة حنين بسبب أن أعجب بعضهم بكثرتهم: ﴿ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين﴾.

وهزموا في أحد بسبب معصية: ﴿إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا﴾(33). ويقول تعالى: ﴿ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم﴾.

فإذا كان هذا الأمر يحصل للصحابة، فما ظنك بشخص دجال يكذب على المسلمين، لا يهمه الجهاد في سبيل الله، بل همه أن يختلس أموال المسلمين، وربما همه أن يوضع علماني ينفذ لأمريكا مخططاتها، فربما يكون الحاكم الموجود لا ينفذ لها جميع مخططاتها، فهي تريد أن تأتي بابن بار لها. فإذا كانت أمريكا هي التي تسير الجهاد فينبغي أن نصون دماء المسلمين، وإذا كان لدينا استغناء عن أمريكا فلنفعل.

وبحمد الله قد ألفت الكتب وتكلم أهل العلم على فضل الجهاد، وأنه لا عز للمسلمين إلا بالجهاد لكن كيف يستطيع إخواننا الفرنسيون أن يميزوا بين أهل الحق والباطل؟ بواسطة العلم فلا يأتي صوفي أو شيعي، أو شخص من الإخوان المفلسين، أو شخص من الشحاذين أصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان، أو محمد الهدية السوداني، أو غيرهم، فتستطيع أن تميز إذا عرفت عقائد السلف مثل: «العقيدة الواسطية» لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومثل: «القول المفيد» لأخينا محمد بن عبدالوهاب العبدلي اليمني حفظه الله، ومثل: «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد» لبعض أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

فلا بد أن يكون عندك ميزان تزن به الناس والدعاة إلى الله. فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وقد لدغ المؤمنون مرارا.

فننصح من استطاع من إخواننا الفرنسيين أن يهب نفسه لله عز وجل ويتعلم حتى يصبح مبرزا في العلم حتى يستطيع إفادة إخوانه هناك.

وعليهم أن يحذروا من الصوفية، فربما تصلي خلف الصوفي وهو يدبر لك المكائد، فإنهم يبغضون السلفيين. وكذلك الشيعي، فسيأتونهم رافضة من إيران ويقولون: إسلام إسلام، وهم مستعبدون لأمريكا، وعندهم عقيدة خبيثة، فمنهم من يعتقد أن قرآننا ناقص وأكثرهم يسب الصحابة، وعندهم الكثير من العقائد الخبيثة.

وإذا حذرتم من المبتدعة ومن الحزبيين فسيقولون: أنتم تغتابون الناس، فقولوا لهم: يا أيها المغفلون هل شعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين، والبخاري وأبوحاتم، وأبوزرعة فهؤلاء هم من أئمة الحديث -بل لو قال قائل: إنهم أئمة الحديث، لما أبعد عن الصواب- يغتابون الناس؟. أم أنهم يعلمون أنهم مجروحون فيقولون: لا يجوز الكلام في الناس، وأقول: نعم لا تغتب المسلمين، لكن الدين النصيحة، إذا عرفت أنهم لا يعرفون أن هذا صوفي، فتبين حاله بأنه صوفي، أو عرفت بأنهم لا يعرفون بأن هذا حزبي، فتبين حاله بأن هذا حزبي، أو عرفت بأنه ركب الطائرة وذهب إلى فرنسا ليختلس أموال المسلمين، فتقول: هذا ما جاء من أجل مصلحتنا، بل جاء من أجل الدرهم والدينار.

فالدين النصيحة، وأئمة أهل السنة قد أجمعوا على جواز الجرح والتعديل، فموتوا أيها المفلسون، والسروريون، ويا أصحاب الجمعيات، موتوا بغيظكم، وبحمد الله فأشرطة الجرح والتعديل قد وصلت إلى أمريكا وأنتم تعلمون ذلك ووصلت إلى أقصى بلاد الله.

فأنصح الإخوة أن يكونوا على حذر حتى يعرفوا عقيدته وأنه من أهل السنة.

-------------
راجع كتاب : ( تحفة المجيب ص 272 - 277 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف