ياحبذا ذكر الأدلة على تحريم المولد؟

الزيارات:
8157 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
نعلم أن الإحتفال بالمولد بدعة ولكن أهلي لا يتغدون في ذلك اليوم ويجعلونه عشاءاً فهل إذا تعشيت معهم يكون قد شاركتهم بالبدعة وياحبذا ذكر الأدلة على تحريم المولد؟
نص الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه , وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ,
أما بعد :
فقد وقع بعض التتعتع في مؤخِّرة الأسئلة المتقدمة ، والسبب في هذا هو من زمن قديم أنني إذا أُرهقتُ ربما تضيع المعلومات ، وربما تنفلت الكلمات التي هي في غير موضعها ، لكن بحمد الله جزى الله الإخوة الذين هم يجالسوننا جزاهم الله خيراً ، وكثَّر الله في الرجال من أمثالهم ، فالحمد لله ما داموا جُلساءنا فنحن على خير من فضل الله ، ينبِّهون على ما إذا حصل سبْق لسان على غلط ، والله المستعان .

أما مسألة المولد فيعتبر بدعة ما احتفل به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا الصحابة بعده ولا الأئمة المتبوعون ، وأول من ابتدعه هم الباطنية في المغرب ، الذين يعتبرون أكفر من اليهود والنصارى ، والذين قتلوا المسلمين هنالك قتلاً ذريعاً قتلوا المسلمين في اليمن في وقت دولتهم قتلاً ذريعاً ، فهؤلاء هم الذين احتفلوا بالمولد .

وذكر أبو شامة في "البدع والحوادث" وهو كتاب نفيس ، لكنه أخطا في هذا الموضع الذي سنذكره إن شاء الله وهو أنه قال : إن سلطانهم في ذلك الزمان أقام مولداً لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أعظم من مولد عيسى ، وشكَرَ له أبو شامة ذلك .

وهذا أمر لا يُشكر عليه ذلك السلطان ، لأن المولد يعتبر بدعة ، رب العزة يقول في كتابه الكريم ]ِ " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " [المائدة/3]

ونبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث عائشة : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه رد " ، ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته " ، ويقول أيضاً : " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة " .

فقد كمَّل الله سبحانه وتعالى الدين ، ولا نحتاج إلى أن نرفع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فوق منزلته ، فهو القائل فيما رواه البخاري من حديث عمر : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " .

وهو أيضاً القائل - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في حديث عبد الله بن الشخير في سنن أبي داود : وقد قال له الوفد الذين فيهم عبد الله بن الشخير : أنت سيدنا وخيرنا وابن خيرنا ، فقال : " أيها الناس قولوا بقولكم هذا أو بعض ولا يستجرينكم الشيطان " .

ويقول : أيضاً كما في حديث أنس عند أبي داود وقد قالوا له : أنت سيدنا وابن سيدنا فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " ما أُحب أن تُنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل "
نعم فقد رفع الله شأنه وأنزل سوراً لا أقول أنزل آيات فحسب ، أنزل سوَراً في رفع شأنه كسورة " والضحى " وكسورة " ألم نشرح لك صدرك " وكسورة " إنا أعطيناك الكوثر " , وهكذا أيضاً " تبت يدا أبي لهب " هي دفاع عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما قال أبو لهب : تباً لك ألهذا دعوتنا .

ثم إننا لسنا مخيَّرين أن نقيم بدَعاً ، رب العزة يقول في كتابه الكريم : " وأنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [الأنعام/153].

وعلماؤنا رحمهم الله تعالى قلَّ أن يؤلِّفوا في العقيدة إلا وذكروا فصلاً في التحذير من البدع كـ ( الشريعة ) للآجري ، وهكذا كتاب قيم لمحمد بن وضَّاح الأندلسي ( البدع والنهي عنها ) , وغير محمد بن وضَّاح فقد أََلَّف العلماء في التحذير من البدع ، والدينُ جاء كاملاً لا يحتاج إلى أن نكمِّله ، بل أعظم من هذا أننا لم نستطع أن نقوم بما أوجب الله علينا ، فكيف يسهِّل لنا الشيطان ويزيِّن لنا الشيطانُ البدعَ المخالفةَ التي لم ترد في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

ولا بدَّ من معرفة البدعة ، فالبدعة في اللغة : ما أُحْدِثَ على غير مثال سابق .

وفى الاصطلاح أي في الشرع : ما زِيد في الشرع أي في الدين وليس منه ، فما أكثر البدع التي تشاغل بها المسلمون وألهتْهم عن الواجبات ، تجدون هؤلاء أصحاب الموالد لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ولا يجتمعون على خير ، بل ربما بعضهم لا يحضرون الجماعات ، وعند المولد يحضر ، من أكبر الأدلة على أن الشيطان هو الذي يدفعهم ، أنهم هم الذين يكونون مقصِّرين ومبتدعين وزاهدين في السنة ، وإذا جاءت البدعة قاموا يدْعون إليها ، وقاموا يبذلون أموالهم ،.

وإنني أحمد الله فقد أصبحت البدعة خاملة فجزى الله أهل السنة ودعوتهم خيراً .

أما إذا كان أهلُكِ لا يأكلون الطعام في الغداء ويؤخِّرونه إلى العشاء ، فإن كانت ذُبِحتْ تلك الذبيحةُ لله عز وجل فلا بأس أن تأكلي ، والأوْلى هو اجتناب ذلك الطعام ، أما إذا ذبحت لغير الله فإنه لا يجوز الأكل منها " وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ " [الأنعام/121] .

حتى لو نوى بالذبح للميت لا يعني ثوابه للميت ، ثوابه للميت أمر حسن ، لكن يعتقد أن الميت ينفع ويضر مع الله أو من دون الله ، فهذا يعتبر مشركاً ولا تجوز أكل ذبيحته لأن الله عز وجل يقول في شأن الذبائح المباحة : " إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ " [المائدة/3] أي ما ذبحتم أنتم أيها المسلمون فإنه يباح لكم ، والله المستعان .

فقال السائل تتمة تابعة للسؤال :

يستدلون على المولد بقوله تعالى " فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " [يونس/58] أي بمولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه أرسل للأمة .

الجواب :

خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " [النحل/44].

فهل فَعَلَه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أو أَمَرَ بِهِ ، أم يكون فهْمُ هؤلاء أصحابِ الكبسات ، وأصحاب العصيدة ، والحُلْبة ، والسَّلْتَة ، إلى غير ذلك ، هل هم أفهم لكتاب الله من النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ومن الصحابة ومن التابعين ؟ حتى يأتينا مبتدع معاصر ويستدل بهذه الآية ؟! ، أين السلف يا مسكين من هذه الآية ومن فهم هذه الآية ؟ ، وقد كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عما يُشْكِل عليهم ؟!
نعم تفرح بفعل الطاعة التي تعملها وهي مشروعة ، أما غير المشروعة فقد قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى : البدعة أضر على العبد من المعصية ، وصدق سفيان ، فإن المبتدع يظن أنه على خير وربما يموت على تلك البدعة ، بخلاف العاصي فإنه يعرف أنه عاصٍ ، وربما يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ، المهم هذا استدلال يعتبر تحريفاً لمعنى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

---------------------
من شريط : ( أسئلة نساء تهامة )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف