لا أعلم مانعاً من هذا ، وحديث : " لا يمس القرآن إلا طاهر " مرسل من حديث محمد بن عمرو بن حزم عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، الناس يرسلونه والحاكم في كتاب الزكاة ذكره - لأن له تعلق بالزكاة يا إخواننا - ، ذكره متصلاً ، فأنكر وقالوا : إن الحديث من طريق سليمان بن أرقم وهو ضعيف ، وقد وهم بعض الرواة بعضهم يقول : الحسن بن موسى القنطري وبعضهم يقول : غيره ، وهم وقال : سليمان بن داود الخولاني ، وسليمان بن داود الخولاني أحسن حالاً من سليمان بن أرقم ، فالصحيح أن الحديث ضعيف ، وجاء من غير هذه الطريق في معجم الطبراني الصغير أيضاً لا يرتقي إلى الحجية مع هذا .
فلا أعلم مانعاً من هذا ، أنه يجوز لها أن تمس المصحف ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول لعائشة : " إفعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت " ، والحاج يمس المصحف ويقرأ قراناً .
س : هل تقرأ القرآن وهي على جنابة ؟ وهل تمكث الحائض في المسجد ؟
أما أن تقرأ القرآن وهي على جنابة فهناك حديث علي بن أبي طالب كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقرئنا القرآن ما لم يكن جنباً ، لكنه من طريق عبدالله بن سلمة المرادي وقد قال تلميذه عنه عمرو بن مره : كنا نعرف وننكر ، وتابعه أبو الغريب ، وأبو الغريب مجهول أو شبه المجهول ، ثم انه اختلف عليه في طريق أبي الغريب فتارة يروى مرفوعاً وأخرى يروى موقوفاً ، فالحديث لا يرتقي إلى الحجية ، وإن قال فيه الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، فهو كما علمت أنه من طريق عبدالله بن سلمة المرادي وهو ضعيف ، بقي أنه جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أنه كان لا يرى بقراءة القرآن للحائض بأساً ، والجنب أيضاً يحتاج إلى دليل من منع هذا .
نسيت شيئاً مما يتعلق بمس المصحف وهو قوله تعالى : " لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ " فاستدل بعضهم بالآية على أنه لا يمس المصحف إلا طاهر متوضئ ويكون طاهراً من الجنابة ومتوضئ ، لكن المراد بقوله : " الْمُطَهَّرُونَ " المراد بهم الملائكة كما قال الإمام مالك في موطئه فقال : إن هذه الآية وهي قوله تعالى : " لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ " تفسرها آية عبسى : " كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ * " وهم الملائكة ، والأمر كما يقول الإمام مالك رحمه الله فإن في سورة الشعراء : " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ "
المكث أيضاً كذلك ما أعلم باساً بهذا ، وقد كان هناك امرأة لها خيمة في مسجد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهي من النساء تحيض فيه ، فلا أعلم مانعاً من هذا .
وأما حديث : " إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب " فهو حديث ضعيف .
------------
من شريط : ( أسئلة الوصابي والزائرين )