نلاحظ في بعض محاضراتنا إذا تكلمنا عن السنة وأهل السنة وأن أهل البدع يخالفون أهل السنة في كذا وكذا قالت لنا بعض المتأثرات بالحزبية هذه غيبة هذه تفرقة ؟

الزيارات:
4378 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
نُلاحظ في بعض محاضراتنا إذا تكلمنا على السنة وأهل السنة ، وأنهم هم الطائفة المنصورة ، وأن أهل البدع والحزبيين يخالفون أهل السنة في كذا وكذا ، قالت لنا بعض المتأثِّرات بالحزبية : هذه غيبة ، هذه تفْرقة ، بل هذا حرام أن تتكلمْن في المسلمين ، ينبغي أن تتكلمن في اليهود والشيوعيين ، فلذلك نرجو من سماحتكم نصيحة خاصة لمثل هؤلاء ، لأن الملاحظ أن كثيراً من النساء الداعيات قد تحزَّبن وأصبحن لا يعرفن السنيَّ من الحزبي ؟
نص الإجابة:
الأمر يا إخواننا خطير .

بأَبِهِ اقْتدى عديٌّ في الكرَمْ ***** ومنْ يشابِهْ أبَهُ فما ظلَمْ

الحزبية مشابِهةٌ للحزبي ، تقول لها : هذا الرجل يبغض السنة ويبغض أهل السنة ، قالوا : اغتبته! يا هؤلاء ، الله سبحانه وتعالى اغتاب أبا لهب لما قال : " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ " [المسد : 1 - 3]
الله اغتاب ذلكم الرجل الآخر " وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ " [القلم : 10 - 13]
هل صاحب موسى عند أن واجهه أو جرحه موسى الذي قال لذلكم الرجل " إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ " [القصص/18] يكون قد اغتابه ؟ .

فالجرح والتعديل في الكتاب والسنة ، هذا كلام لا تبالي به ، ولا تلتفتي إليه ، فعند أن خرج كتاب ( المخرج من الفتنة ) ضجوا أيـُّما ضجة ، وقالوا : هذا يغتاب الناس ، قلت لهم : يا عباد الله ! ما تكلمت إلا في الحزبيين ، قالوا : هذا يطعن في العلماء ، قلت : إئتوني بعالِم واحدٍ طعنت فيه ، أنتم تعدُّون عبدَ المجيد الزنداني عالِماً ؟! ما هو إلا صيدلي ، تعدُّون حسنَ الترابي ترَّب الله وجهه عالِماً ؟! ، تعدُّون محمدَ الغزالي عالِماً ؟! ، تعدُّون يوسفَ القرضاوي عالِماً ؟! .
يا إخواننا العالِم هو الذي يعمل بعلمه ، أنا آتي لكم ببرهان أن الشخص قد يكون عنده عِلم ويُنزَّل منزلةَ الجاهل ، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " [البقرة/102] ، أثبت لهم علماً ثم نفاه .
فمثل يوسف القرضاوي ألَّف كتاباً في فقه الزكاة عنده شئ ، لكن يا إخواننا بعد تلكم الفتاوى الزائغة أنسمِّيه عالِماً ؟! ما نسمِّيه عالِماً ، ولا نعتدُّ بكلامه .

فأنا أنصحكن بأن لا تلتفتن إلى هذا الكلام ، وأن تعتبرنه هُراءً ، وأن تقلن على هذا فيحي بن سعيد القطان ويحي بن معين وعلي بن المديني والإمام البخاري والإمام مسلم والإمام الدار قطني والإمام الخطيب هؤلاء يغتابون الناس ، لأنهم يقولون : فلان كذاب ، وفلان شيعي محترق ، وفلان دجال من الدجاجلة !.

هؤلاء أئمة المسلمين ، اقرأْنَ قرآناً بارك الله فيكن أيها السُنِيات ، اقرأْن في ( ميزان الاعتدال ) , ربما تجدْنَ فيه : رتَن وما رتَن ، وما أدراك ما رتن ، دجال من الدجاجلة ، ادَّعى الصحبة بعد ستمائة عام .
والإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول : من روى عن البياضي بيَّض الله عيونه ، ويقول : الرواية عن حرام بن عثمان حرام ، ويقول الشافعي وأبو داود في كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف : إنه ركن من أركان الكذب .

وهكذا كُتُب عُلمائنا مملوءة من هذا ، فالتحذير من المبتدعة ، ومن الحزبيين يعتبر من أفضل الجهاد ، بل شيخ الإسلام ابن تيمية يراه أفضل من الجهاد ، لأن ما كلُّ الناس يقدرون على التحذير من المبتدعة ، وعلى التحذير من الحزبيين ، ما كل الناس يقدرون على هذا ، لكن الذي يقدر فهذا يعتبر أفضل من الجهاد ، ولا تُبالي أيتها السنية إذا قالوا : أنكِ تغتابين الناس ، نعم الغيبة محرَّمة وهي : ذكرك أخاك بما يكره ، إن كان فيه .
أما الكلام في أصحاب البدع لأجل حاجة المسلمين فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " الدين النصيحة " ، وشعبة بن الحجاج كان يدعو أصحابه ويقول لهم : تعالوا نغتب في الله .
نعم ، الأصل في أعراض المسلمين أنها محرَّمة ، لكن للحاجة هذا أمر جائز ، وقد يكون واجباً ولا تبالي ، عمياء وأعمى ، الحزبي أعمى الذي لقَّنها ، والحزبية والتي تلقَّنتْ هذا عمياءُ .

أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم ***** قد ضل من كانت العميان تهديه .

----------------------
من شريط : ( أسئلة نساء تهامة )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف