أما سفر وسلمان فنسأل الله أن يهديهما وأن يردهما إلى الحق رداً جميلاً وأن يفرج عنهما ما هما فيه ، ونسأل الله سبحانه تعالى أن يهديهما وأن يردهما إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رداً جميلاً ، فهذا الذي نسأله سبحانه وتعالى ، ونحن متألمون مما حدث منهما .
الذي يظهر لي أنه أضله محمد سرور لأنهم أصبحوا هم وإياه شيئاً واحداً ، ودعوة واحدة ودفع لهم مجلة البدعة التي كنا نسميها مجلة السنة ينشرون فيها تهجمهم على الحكام ، أنا لا أدافع عن الحكام ولا أجادل عنهم فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ " لكنني أكره من يثير الفتن ، ومن يدعو إلى الثورات والانقلابات ، ومن يدعو إلى المظاهرات التي جاءتنا من قبل أعداء الإسلام .
أما الحاكم فينبغي أن يُنصح إن قبل النصح ، وإلا فلا بأس أن يحذر منه ولو على المنابر بشرط أن تشعر الناس أنك لا تدعو إلى ثورة ولا إنقلاب ، وأنك لا تقر الفتن التي تحدث وأن الإسلام أيضاً لا يقر ذلك .
وأما حديث : " من كانت له نصيحة لذي سلطان فلينصحه سراً " فأنا على ضعفه لأن أصله في مسلم ، ثم زاد بعضهم هذه الزيادة .
فالمسألة دعوة إلى الثورات والإنقلابات وإلى الفتن نحن نحاربها ، أيضاً لا نقر ذلك ، أيضاً الفرقة بين طلبة العلم من أجل الحكام أنا أعتبر طلبة العلم من الجانبين أعتبرهم مخطئين لماذا ؟ ، لأن الحكام لا يرونا إلا مثل الذباب ، نحن عندهم مثل الحشرات ، ونختلف ونحن أهل القرآن وأهل سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من أجل حكام يزجون بالمسلمين في السجون ويؤذونهم .
فمثلاً دعوة جماعة الفساد ، دعوة فساد وإفساد ما هؤلاء جماعة جهاد ، إذا وُجد جماعة جهاد فلتذهب ولتجاهد أمريكا ، ولتجاهد إسرائيل ، لا تجاهدون المسلمين ، ولا تجاهدون أيضاً حكام المسلمين فإنك ستكون سبباً لسفك دماء المسلمين : " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " .
فلعل سفر وسلمان قد تابا ، وأنا أنصحهما وعسى أن يبلغا بهذا الكلام ، أن يذهبا إلى الشيخ ابن باز حفظه الله تعالى وأن يقولا : يا شيخنا أنت أبو الدعوة وأنت أكبر منا وأعلم بالدعوة منا ، فالذي ترى أن نتكلم فيه نتكلم ، والذي ترى أن نمسك عنه نمسك ، أنا أنصح بهذا .
هذا وأسأل الله العظيم أن يوفقنا لما يحب ويرضاه ، والحمد لله رب العالمين .
------------
من شريط : ( السراج في أجوبة المنهاج )