الجواب أن الوهابية ليست مذهباً من المذاهب المتبعة المشهورة ، ولكنه لقب لقب أعداء السنة الدعاة إلى الله ليصدوا عن الدعوة إلى الله ، ويؤذوا المؤمنين والدعاة إلى الله بذلك ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( صحيح مسلم ) من حديث أبي هريرة : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه " .
فهي تسمية سياسية نفقت على المفغلين من المسلمين ، وعلى الجاهلين ، وفرح بها الملحدون من شيوعيين وبعثيين وناصريين ، ومن أصبح آله لهم كالرافضة ، وإلا فمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى إمام هدى يصيب ويخطئ ، ويجهل ويعلم ، ولو كنا مقلديه لقلدنا أحمد بن حنبل ، أو قلدنا علي بن أبي طالب ، أو قلدنا أبا بكر الصديق .
ولكن الذي نعتقده وندين الله به أن التقليد حرام يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ولا تقف ما ليس لك به علم " أي لا تتبع ما ليس لك به علم ، ويقول الحافظ ابن عبد البر : أجمع العلماء على أن المقلد لا يعد من أهل العلم ، ولو كنا مقلديه لقلدنا عصريه محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني فهو أعلم من محمد بن عبدالوهاب وكتبه قد ملأت الدنيا ، لكنا نعتقد وندين الله بأن التقليد في دين الله لا يجوز ، وأنه كما قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه ( مسائل الجاهلية ) يقول : إن التقليد أصل من أصول الكفر ، ثم استدل رحمه الله تعالى بقوله تعالى : " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " .
التقليد فرق المسلمين ، يقول الله سبحانه وتعالى : " وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون " فليبلغ الشاهد الغائب أن ليس في دين الله حنبلي ولا شافعي ولا مالكي ولا حنفي ، كتاب وسنة ، من أول الأمر ونحن ندعو إلى هذا قبل ذلك بالتلميح ليس بالتصريح ، لماذا لأننا كنا نخشى من المقلدة ، ففي مقدمة ( الصحيح المسند من أسباب النزول ) ذكرت أن أسباب النزول يتعلق بأصلين عظيمين وهما أصل ديننا في هذا إشارة إلى عدم الاعتداد بالقياس ولا الإجماع ، إشارة فقط وبعدها بالتدرج ، والآن نقول : إن الله ما نعبدنا بهذه المذهبية ، بل هي بدعة كما يقول محمد بن إسماعيل الأمير في كتابه ( إرشاد النقاد إلى تيسر الاجتهاد ) بدعة حدثت بعد القرون المفضلة .
اعلموا أنه لا يصم الدعاة إلى الله بأنهم وهابية إلا أحد رجلين : جاهل مغفل ، أو حاقد على الدين شيوعي بعثي ناصري ، آلة للشيوعيين والبعثيين ، هؤلاء هم الذين يصمون الدعاة إلى الله بأنهم وهابية ، أما الذين يحبون الكتاب والسنة وإن لبس عليهم في أول الأمر فالحمد لله تنجلي المشكلة في أسرع وقت ، وقد باءوا بالخسارة والخيبة هؤلاء الذين يصمون الدعاة إلى الله بأنهم وهابية ، ولم يلتفت إلى كلامهم والحمد لله .
يقول الأخ : وهل إذا أخطأ محمد بن عبدالوهاب نحكم عليه بالفسق ؟
الجواب هو ما رواه البخاري ومسلم في ( صحيحيهما ) عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " هذا دليل على أن محمد بن عبدالوهاب وهو عالم من علماء المسلمين إن اجتهد فأصاب فله أجران ، وإن اجتهد وأخطأ فله أجر ، وهو عالم يصيب ويخطئ ، ويجهل ويعلم ، وما يتنكر لدعوة أهل السنة ويصمها بأنها وهابية إلا رجل حاقد على الدين ، أي شخص تجده حاقد على الدين .