الذي يظهر لي في البلاد الإسلامية أن الدعوة أقوى ، وأثرها أعظم ، وليست بالمظاهرات ، فإن المظاهرات ليست بمشروعة كما ذكرنا هذا في < الإلحاد الخميني في أرض الحرمين > لكن بالدعوة إلى الله برفق ولين ، وما نشعر إلا وقد ذاب الشيوعيون والبعثيون والناصريون ، أما إذا كانوا في بلد كافرة فلا بأس بفتح باب الجهاد في حدود ما يستطاع ، ويجب أن يعلم أن امريكا تريد أن تذوب الجهاد في سبيل الله ، وحكام المسلمين أيضاً يريدون أن يذوبوا الجهاد في سبيل الله ، لكن يصمد المسلمون والله عز وجل غالب على أمره يقول سبحانه وتعالى : " وإن جندنا لهم الغالبون " .
أما أن يتقدم الشخص إلى هذه الحكومات التي هي زائغة ، وسواء أكانت سوريا أو ليبيا أو غيرها من الحكومات المنحرفة ، فإذا تقدموا فإنهم سيكونون في الغالب ضحية للشعب أو الشعب ضحية للقتل والقتال ، لكن يكتب في هؤلاء وينشر لأننا كما تقدم قلنا : إن الشعوب مسلمة وتكره الحكومات الجائرة ، ما بقي إلا من يدعوها إلى الخير ، ومن يعلمها بما عليه هذه الحكومات من محاربة الإسلام ، ومن التمهيد لأعداء الإسلام فقد أصبحوا ممهدين لأعداء الإسلام ، وتضر الدعاة أعظم من أعداء الإسلام ، فالدعاة إلى الله يدعون إلى الله بحرية في امريكا ، ويدعون إلى الله بحرية في فرنسا ، وهكذا في كثير من البلاد الكفرية ، ولكن في بلاد المسلمين إلى الله المشتكى في بلاد المسلمين ما أكثر الدعاة إلى الله الذين يزج بهم في السجون من أجل كلمة حق .
----------------
راجع كتاب المصارعة ص ( 500 - 501 )