إن كان هؤلاء من الصوفية الذين لا يرفعون إلى الجهاد رأساً مثل : أبي حامد الغزالي ومن جرى مجراه فذاك ، أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد كان قائداً ، بل كان السبب في هزينة التتار ، وعبدالله بن المبارك كان يحج عاماً ويرابط عاماً .
فنحن نعرف أن الشوعيين لو تمكنوا ما تركونا في المساجد ، نعرف هذا ولا نحتاج إلى الإخوان المفلسين الذين يقولون : الشيوعية احتلت البلاد - عند أن كنا في مكة والمدينة - ولو أطعناهم ما طلبنا العلم ، يقولون : الشيوعية احتلت البلاد ، والغارة الغارة يا طلبة العلم ، وعند أن جاءت الشيوعية انسدحوا لها وعملوا على التفاوض معها ، وهل البعثية إلا وليدة الشيوعية ؟! .
" إن الله يأمر بالعدل والإحسان " ، " وإذا قلتم فاعدلوا " ، وستتضح الحقائق اليوم أو غد أو بعد غد وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ونحن لا نخالفهم أن الشيوعيين لو استفحل أمرهم لذبحوا المسلمين ذبحاً ذريعاً ، لكن نقول : إنه ليس من أبواب النصر التمثيليات ، ولا السمر ، ولا الأناشيد ، بل التمسك بالكتاب والسنة : " إن ينصركم الله فلا غالب لكم " ، " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ثم الإعداد بحسب الاستطاعة .
أما أن ننتصر بمعصية ، فقد هزم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في حنين بسبب معصية كما قال الله : " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلن تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين " .
وقال في أصحاب أحد : " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا " ، وقال أيضاً : " ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " .
فنحن متفقون على أنه لا بد من إعداد ، لكن إعداد لا على طريقة الإخوان المفلسين ، ولا على طريقة جماعة الفتنة الذين يلقبون أنفسهم بجماعة الجهاد ، ونحن نلقبهم بجماعة الفتنة ، ولكن على طريقة العلماء ، أن يكون قائد الجيش الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ ربيع ومن جرى مجرى هؤلاء ، ولست أعني قيادته في جميع الأمور ، فلا بد من وضع الرجل المناسب في العمل المناسب ، وقد كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يؤمر عمرو بن العاص وفي القوم من هو خير منه ، بل فيهم أبو بكر وعمر حتى بوب البخاري في كتاب الجهاد : باب تأمير المفضول على الفاضل ، وأمر خالد بن الوليد وفي القوم من هو أفضل منه .
فأنا أقصد أن يستفتى العلماء أيجوز لنا أن نخرج ونقاتل أم لا ؟ فلا يستفتى شخص دموي لا يعجبه إلا سفك الدماء ويغر المسلمين : جهاد جهاد .
فأنا أقول : جماعة الجهاد مثل ما يقولون : حزب الحق وإن كنا نسميه حزب الحُق - بضم الحاء - وهو حق البردقان ، أيضاً حزب الله ، فلا تغتروا بهذه التسميات ، كذلك التجمع للإصلاح ، وجمعية الحكمة ، حتى أسماء الكتب فلا يغرنك عنوان الكتاب فربما يكون العنوان مشرقاً مضيئاً ، والكتاب مظلم مثل محمد بن الحسن النقاش له تفسير اسمه ( شفاء القلوب ) يقول اللالكائي : ينبغي أن يسمى بشقاء القلوب .
---------------
وراجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 195 إلى 197 )