الحضور ساعات لا بأس به لما جاء في < الجنائز > للشيخ - لا أذكر لمن عزاه - أن رجلاً كان يحضر عند النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ومعه ولد ثم غاب عنه ، فقال : " أين فلان ؟ " ، قيل : يا رسول الله هو حزين في بيته لا يخرج من بيته لأنه مات ولده ، فقال : " قوموا بنا إلى ذلكم الرجل " فأتوا إليه واستقبلهم ، ثم قال له النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " أيسرك أن لا تأتِ باباً من أبواب الجنة إلا وهو مستقبلك يأخذ بيدك إلى الجنة ؟ " ، قال : نعم ، فأزيل ما بالرجل من الحزن .
ثم بعد ذلك مسألة الضيوف الذين هم من بعيد الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " فلو بقوا إلى وقت الغداء ، أو بقوا إلى وقت العشاء لا بأس بذلك إن شاء الله .
وأما ما يفعل الآن في اليمن وفي مصر وفي السودان وفي كثير من البلاد الإسلامية ربما ثلاث أيام متوالية ويأتون بمقرئ ويعطونه مالاً كثيراً من أموال الأيتام ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَال الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونهمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " ، فهذا لا يجوز ، لكن إذا كان الأقرباء أو التجار البائعين يؤدون من أموالهم فلا بأس ، وأما حديث : اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم ، فإنه من طريق خالد بن أبي سارة وهو ضعيف ويقال فيه خالد بن سارة ، جاء عن جرير رضي الله تعالى عنه قال : كنا نعد الاجتماع بعد الجنازة من النياحة ، لكن هذا لم يكن على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى يكون له حكم الرفع والله المستعان .
فعُلم أن العادات ينبغي أن تقضى عليها بالتدريج ، وأن ما يفعله كثيرٌ من الناس من العكوف في بيت من البيوت أو في مخيم ويأتون بمقرئ يتكلف بكذا وكذا ويشغلون بيت الميت وهم في حالة حزن وأسى فمثل هذا لا يجوز ، ولقد أحسن من قال :
ثلاثة تشقى بها الدار *** العرس والمأتم والزار
مصيبة يا إخوان وإذا لم يفعل الشخص سيعيرونه ، فينبغي القضاء على هذه العادات خطوة خطوة لا نستطيع أن نثب على هذا ولا أن نجري ونسرع في إزالته فربما تسرع السيارة وتنقلب ويموت من فيها ، نمشي ببطئ ورفق ولين وما أكثر البدع التي قد أزيلت والحمد لله .
------------
من شريط : ( أسئلة شباب مسجد السلام بعدن )