أما التنظيم فتلك كتبي وأشرطتي فما حرمته يوماً من الدهر ، التنظيم الذي لا يخالف الكتاب والسنة ، والتنظيم الذي يخالف الكتاب والسنة موضوع تحت الأقدام لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " كل أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي " كما في ( صحيح مسلم ) من حديث جابر ، لكن الذي لا يخالف الكتاب والسنة فلا تصلح دعوة ولا جهاد ولا معيشة ولا تصلح أحوال الشخص مع أهل بيته إلا بتنظيم أموره وترتيب أحواله .
فهذا كذب مفضوح ما أنزل الله به من سلطان ، وقد أتاني أخ من أندونيسيا يقول : إن هناك في أندونيسيا أناس يقولون : هناك شيخ في اليمن يعلم لكنه يحرم التنظيم والعمل الجماعي ، فهذه أمور شيطانية تنقل وينقلها الحسدة ، ولكن عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ، فالأخ الأندونسي أتى إلى هنا وبقي ما شاء الله .
فتلك كتبي وأشرطتي فأنا أقول : ما تكلمت يوماً من الدهر في تحريم التنظيم ، بل أمورنا ها هنا بحمد الله منظمة وبها شيئ من التقصير ، أما الجمعيات الخيرية فلا تنكر ، لكن جمعية مثل جمعية الحكمة وجمعية الإصلاح فجمعية تخدم الحزبية فهي التي ننكرها ومغلفة بحزبية فهذه التي أنكرها .
ومن العجائب والغرائب أن شخصاً قدم إلى الشيخ ابن عثيمين : ما رأيك فيمن يقول إنه لا يجوز التعاون على حفر الآبار وبناء المساجد وكفالة الأيتام ، فالشيخ يجيب بأن هذه ليست بدعة ، والشيخ ابن عثيمين لو قيل له : إن مقبل بن هادي هو الذي يقول هذا لتأنى في الأمر ، وقد أخبرت أن الذي قدم هذا شخص يقال له زهير ، فيجب على الشيخ أن يتأنى في مثل هذا فنحن لا نحرم التعاون على بناء المساجد وحفر الآبار وكفالة الأيتام ، بل نحرم الحزبية المغلفة تحت جمعية ، أو تحت أي شيء ، والحزبية أنا عدوها وضدها ، وسأبقى أحذر منها ما بقيت .
وهناك جمعيات في أرض الحرمين ونجد لمساعدة المحتاجين وبناء المساجد وتزويج من يحتاج إلى زواج فهذا أمر طيب : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان " .
أما حزبية مغلفة فهي التي ننكرها ، وقد تكلمنا عليها في ( البراءة من الحزبية ) وفي ( تحذير ذوي الفلاح من طاغوتية الإصلاح ) .