هناك الكثير من الشباب من يُزهد في طلب علم الحديث ويقولون أن الناس بحاجة إلى صرف الأمة إلى التفقة في الدين وداراسة النوازل التي تنزل بالأمة ..؟

الزيارات:
2459 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
هناك الكثير من الشباب من يُزهد في طلب علم الحديث - وأقصد بذلك دراسة الأسانيد - ويقولون إن الناس بحاجة إلى صرف الأمة إلى التفقة في الدين وتفسير الناس في الأمور العقائدية وداراسة النوازل التي تنزل بالأمة من مستجدات هذا العصر لا أن يصرف الإنسان الهمة في دراسة أسانيد قد حكم على كثير منها مسبقاً وما أبقى السابق فيها للاحق شيئاً ؟
نص الإجابة:
المسألة بارك الله فيكم ممكن أن يجمع الشخص بين هذا وهذا ، دراسة البخاري نعتبر دراسة فقه ودراسة حديث ودراسة أسانيد ، فلا بد من أن يجمع بين هذا وهذا .
فرق بين من يعرف من هو أبو أحمد الزبيري وهو محمد بن عبدالله ، وآخر أبو أحمد فقط ربما يأتي في ترجمة الحاكم أبا أحمد الذي هو شيخ الحاكم صاحب < المستدرك > وهكذا ربما يجد نحو عشرين واحداً أو أكثر ممن يسمى محمد بن عبدالله فلا يستطيع أن يميز حتى يرجع إلى < التهذيب > و < التقريب > ، لكن الذي يكون ممارساً يعرف أن هذا مختصٌ بفلان ، من الأمثلة على هذا أنه جاء في كثير من < سنن أبي داود > حدثنا محمد بن أبي كثير عن سفيان فبحثنا وتعبنا من هو محمد بن أبي كثير وفي النهاية اقتنعنا أن في بعض النسخ تصحيفاً وأنه محمد بن كثير فقط ، ومحمد بن كثير العبدي كثير الرواية عن سفيان الثوري .
ومن الأمثلى على هذا أنني وجدت حديثاً وهو حديث : يا علي لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي لقت فيك مقالاً لا تمر بأحد إلا أخذ التراب من أثرك لطب البركة ، من طريق يحيى بن يعلى ووجدت يحيى بن يعلى كثير وسألت غير واحدٍ في الحرم يقولون : نحكم عليه من ناحية المتن بأنه موضوع ، قلت لا أريد أن أعرف فدلني أخ من الأخوة على < تهذيب الكمال > فرجعت إليه فإذا هو يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني فاستفيد ضعف الحديث من يحيى بن يعلى الأسلمي القواني ومن حرب بن حسن الطحان والله المستعان .

فالمهم أن معرفة الأسانيد من الأمور المهمة جداً جداً تستطيع أن تنظر إلى السند بمجرد النظر وتحكم عليه بأنه صحيح أو ضعيف ، لكن الذي ليست له ممارسة في هذا يحتاج إلى أن يرجع إلى < تهذيب الكمال > ، ويحتاج إلى أن يرجع إلى < ميزان الإعتدال > ويحتاج إلى أن يرجع إلى < لسان الميزان > وهكذا بارك الله فيكم والله المستعان .

فأنا أنصح بالاهتمام بدراسة الأسانيد ، وقد زارني غير واحد من الأخوة ونصحوني بأن نهتم بالمتن فأقول المتن إن أشكل نسأل عنه إخواننا والمهم هو السند ، وعبدالله بن المبارك يقول : الإسناد من الدين وغير الاسناد لقال من شاء ما شاء ، ثم التصحيف أيضاً مثل شيبان وسفيان وهكذا الشيباني والسناني والسيباني هذا بارك الله فيكم بالممارسة أكثر منه وإلا فربما يضيع الشخص التصحيف والله المستعان .

-------------
من شريط : ( الأجوبة العلمية على الأسئلة الوصابية )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف