ترفيه بـ " قل هو الله أحد " ، و " قل أعوذ برب الناس " ، و " قل أعوذ برب الفلق " ، وآية الكرسي ، وتقرأ عليه شيئاً من القرآن مثل سورة البقرة ، لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " ، فإن شفي فذلك ما كنا نبغي ، وإن لم يشف فننصحك بالذهاب به إلى تعز من أجل أن يعالج ، وإياك إياك أن تذهب به إلى الدجالين والكهان والمنجمين .
ولا يفهم من الكلام أن الذهاب به إلى تعز إلى الدجالين ، ولكن هناك طبيب يعالج علاج المستشفيات .
وبعد هذا ننصح إخواننا أن يبتعدوا عن هذه البدع والخرافات وأن يقبلوا على العلم النافع ، فهذه الكتب التي أرشدنا إليها قبل ليست كافية فلا بد من طلب علم ، ومجالسة إخوانك أهل السنة والاستفادة منهم ومناقشتهم ، وإلا فالكتاب وحده ليس كافياً ، والقراءة ونسيت من الكتب الطيبة < القول المفيد > لأخينا في الله الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي العبدلي فهذا كتاب قيم وبحمد الله قد انتفع به فجزى الله مؤلفه خيراً .
فأمرٌ مهم أن تكون قوي العقيدة ، فإذا كنت قوي العقيدة الجني والشيطان سيخافا منك ، وإذا كنت مزعزع العقيدة ربما تخاف من ظلك ، والدليل على أن الجني والشيطان سيخافا منك أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عند أن كان يصلي في المسجد أراد أن يتناول شيئاً فقيل له ؟ قال : " عرض لي الشيطان فخنقته حتى سمعت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثوقاً في السارية يلعب به صبيان أهل المدينة " .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول لعمر : " يا عمر إن الشيطان ليفرق منك ، ولو سلكت شعباً لسلك الشيطان شعباً غير شعبك .
وعلماؤنا رحمهم الله ربما يضربون المصروع ويصرخ الجني من المصروع ، يصرخ ويستغيث ويقول : اتركوني أخرج ، لكنهم علماء وليسوا بالجهال ، ولا تذهب به إلى دجال من الدجاجلة وتقول : أريد أن تعالجه ، فربما لا يكون مرض جن ، وقد أخبرت أن شخصاً أوتى به إلى الدجال ، والدجال جاهل جاهل فضربه الدجال حتى اضطر الرجل أن يقول : سأخرج ويتكلم على لسانه أنه جني وأنه سيخرج فقالوا : اتركوه خرج .
وقصة أخرى : امرأة مرضت فذهبوا بها إلى الدجال فسقاها ماء وملحاً فعطشت فأخذت تقول : اسقوني اسقوني حتى ماتت وهم يقولون : اخرج يا ملعون اخرج يا ملعون ، وليس فيها جني ، ولا بد من شخص يعرف هذا ، وإلا فهو مسئول أمام الله ومسئول عما اقترفه ، يلزمه الشرع بذلك .
فالعلاج أمر مشروع لا بأس به ، وقوة الإيمان وضعف الإيمان ربما يظن الشخص أنه مريض وليس بمريض يعرف هذا أصحاب أمراض الأعصاب ، وقد ذهب شخص إلى ابن سينا وقد أصابه الخولياء بسبب قلة الطعام فلا يأكل طعاماً فقال له : أنا بقرة أريد أن تذبحني ، فقال له ابن سينا : ولكن أنت الآن هزيل لا ينتفع بلحمك فارجع وكل وبعد ما تأكل تأتيني ، فرجع الرجل وأكل ورجع عقله وسمن ولم يأت بعد .
فربما يأتي الشخص أمراض أعصاب ووساوس وأوهام بسبب ضعف الإيمان ، لكن إذا قوي إيمانه الحمد لله لا يبالي ، ومن أعظم ما يساعدك على هذا الإيمان بالقدر ، والله المستعان .
ومسألة العلم النافع أمر مهم ، والحمد لله أهل السنة قائمون بهذا وبالدعوة ، والمشي مع أهل السنة والجلوس معهم بحمد الله يعتبر علاجاً من كثير من الأمراض ، بل بعض العلماء يقول : كنا نستشفي بالعلم وهكذا الصلاة والعبادة .