رجل يفعل الشركيات والشعوذة والتنجيم والبدع ويدعي علم الغيب وعندما امتنع الناس من الصلاة خلفه وصار الشجار بينهم وبينه وراح إلى بعض المفتين وأفتى أن عليه يعمل تعهد ويأم بالناس فهل هذه الفتوى شرعية أم لا ؟
إن كان تاب توبة صادقة فالتوبة تجب ما قبلها والإسلام يجب ما قبله ، وإن كانت التوبة مجرد إلتزام وتوقيع على ورقة ثم يرجع إلى ما كان إليه فالصلاة لا تصح خلفه لأنه يعتبر مشركاً ، والمشرك لا تصح الصلاة بعده .
وأما قول القائل : إن الصحابة كانوا يصلون خلف الحجاج وهو طاغي ظالم ، ففرقٌ كبير وبون شاسع بين طاغي ظالم وبين مشرك ، المشرك لا تصح صلاته ولا تصح الصلاة خلفه ، لا تصح صلاته لأنه " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين " وهو مطالب بالإسلام قبل أن يُطالب بالصلاة .
وأما الحجاج فهو ظالمٌ جائرٌ لكنه لم يكن مشركاً ، فقد كان الصحابة يصلون خلف أئمة الجور وقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في < صحيح البخاري > من حديث أبي هريرة : " صلوا فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطئوا فلكم وعليهم " والله المستعان .