ما السبيل للجهاد الإسلامي المقدس ، وكيف نعد له ؟

الزيارات:
2920 زائراً .
تاريخ إضافته:
26 شوال 1434هـ
نص السؤال:
ما السبيل للجهاد الإسلامي المقدس ، وكيف نعد له ؟
نص الإجابة:
لا بد من إعداد الشعوب ، وتثبيت القاعدة الشعبية ، وإلا مادام أن الشعوب جاهلة فهم مستعدون أن يضحوا بالداعي إلى الله ، وأن يقتله المصلون ، وربما يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى بدمه ، كما قال بعضهم :
يارب جوهر علم لو أبوح به ********** لقيل لي أنت ممن يعبد الوثن
ولا ستحل رجال صالحون دمي ********** يرون أقبح ما يأتونه حسناً

فلا بد من إعداد الشعوب ،وتهيئتها لقبول الإسلام بجميع تشريعاته ، كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً " .

أما الشعوب على هذه الحالة فليست قادرة على نصرة دين الإسلام ، على هذه الحالة من المنكرات فهي تدعو للهزيمة فضلاً عن أن تنصر دين الله .

فالصحابة رضوان الله عليهم حصلت لهم هزيمة بغزوة أحد بسبب ما حصل من الرماة كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ۚ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ " .

ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ" .

ويقول أيضاً في شأن حنين عند أن أعجب بعضهم بكثرتهم : " وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ " .

وفي مسند الإمام أحمد من حديث صهيب رض الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يحرك شفتيه بعد الصلاة فقال : " أتدرون ما أقول ؟ " ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : " أقول اللهم بك أحول ، وبك أصول ، وبك أحاول ، وبك أقاتل ، ولا حول ولا قوة إلا بك " ، ثم ذكر أن نبياً من الأنبياء أعجبته كثيرة قومه فأوحى الله إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث : الموت أو القتل أو الجوع ، فعرض هذا عليهم فقالوا : أنت نبينا اختر لنا ، فقال : لا طاقة لهم بالجوع ، ولا القتل يشمت بهم أعداؤهم ، ولكن الموت . وسنده صحيح .

فما ظنك بمجتمع يتعامل بالربا ، وبمجتمع لا يحكم كتاب الله ، ولا سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وبمجتمع يحتقر أهل الدين ، ويرى أنهم بُله ، وأنهم ليسوا صالحين لقيادة الأمة الإسلامية .

فالمجتمع في هذا الزمن ليس مهيأ للجهاد ، لا بد من تربية إسلامية ، وإلا فسيضحون بمن أراد أن يقوم بهذا ، وبعد أن يربى تربية إسلامية ، ويستعد المجتمع لقبول الحق فحينئذ يجب على المسلمين كما قال الله سبحانه وتعالى في شأن الصحابة والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فإنه لم يفرض الجهاد من أول الأمر بل ربما يرى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من أصحابه من يُضرب أو يعلم بالرجل من أصحابه يُضرب ويُخرج من بلده ويصبر ، حتى أتى إليه بعض الصحابة وقالوا : يا رسول الله ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو لنا ؟ فقال لهم : " اصبروا ، فإن من كان قبلكم يؤتى بالرجل فيشق نصفين فلا يصرفه ذلك عن دينه " ثم قال : " ليتمن الله هذا الأمر حتى يمشي الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه " أو بهذا المعنى .

فالجهاد لا بد له من فقه ، لا بد لها من فقه وإلا فصارت الجناية أعظم ، وليس الشأن أن يقتل وزير ، أو يقتل رئيس فإن أمثاله كثير ، والوزير أمثاله كثير ، ولكن يغير الوضع كله ، ويصير وضعاً إسلامياً .

ولكن حادثة الخليج فضحت الجماعات ، وعُرف أنها جماعات هزيلة ، ودعوات هزيلة ، فقد أصبحت كل جماعة مع حكومتها ، أعني الجماعات الجاهله ، وإلا فأهل السنة بحمد الله ثابتون مع الحق ، فاليمنيون مع اليمنيين ، والمصريون مع المصريين ، السعوديون مع السعوديين ، فالواجب على الدعاة إلى الله أن يثبتوا على الحق ، والواجب على الملوك والرؤساء أن يتبعوا أهل العلم ، وليس أهل العلم الذين يتبعون الملوك والرؤساء والله المستعان .

----------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 2 / 438 إلى 440 ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف