الفرق بين الكاهن والساحر ، فالكاهن يخبر عن أمور مستقبيلة ، والكهانة هي نوع من السحر ، والساحر يستطيع أن يقلب الحقائق ؛ فقد يكون كاهناً وساحراً ، إما على سبيل الشعوذة وإما على سبيل التخييل : " يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ " ، ويجوز أن يكون من باب الحقيقة وأن يتأثر الشخص بفعل الساحر ، فيستطيع الساحر أن يقلب الشخص حماراً ، وهذا هو الصحيح ، والمعتزلة ينفون هذا ، وهو الرجل نفسه ، لكن قد صوره أمام الناس في صورة حمار أو في صورة كلب أو غير ذلك ، ويستطيع أن يرى الناس أنه يطعن عينه وهو لا يطعن عينه ، ويستطع أن يرى الناس أنه يبقر بطنه وهو لا يبقر بطنه ، فهذا السحر .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " اجتنبوا السبع الموبقات - وذكر منها - السحر " ، فهو من أكبر الكبائر ، بل الصحيح أن الساحر يكفر ، والإمام الشافعي يقول : لا يكفر إلا إذا وصف سحره فوجدنا فيه كفراً ، لكن الصحيح أنه يكفر لأنه لا يتعلم السحر ولا يعلمه الجن السحر حتى يكفر بالله : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر " .
والمسفلة(*) دجالة من الدجاجلة ، والميت كما قال الله سبحانه وتعالى : " لا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون " فهذا كذب وهذه من الخرافات والله المستعان .
سؤال : ما هي حجة الشافعي في عدم تكفير الساحر ؟
الشيخ : لعله يحتج بنحو قوله تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وهو لم يقل هذا مطلقاً يقول : صف لنا سحرك ، فإن كان وصف كفراً كفره ، وإن كان غير كفر لا يكفره ، لكنه لا يستطيع أن يتعلم السحر إلا بالكفر والله المستعان .
-----
(*) امرأة تزعم أنها تنزل إلى الموتى وتعرف أحوالهم وتأتي بأخبار عنهم لأقربائهم .