هذه التزكيات مثل الشهادات إن كان صاحبها أهلاً لذلك فهي من باب قول الله عز وجل : " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان " .
وإن كان ليس أهلاً فهو من باب التدليس والغشش والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من غشنا فليس منا " ، وهي أيضاً من باب التعاون على الإثم .
ثم بعد ذلك أيضاً هذه التزكيات المعتبر هو العلم ، نعم إنه قد توسع الناس في هذه التزكيات والله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ " ، ويقول سبحانه وتعالى : " فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى " .
فالشأن كل الشأن أن التزكية هذه إذا كانت حقاً فهي بمنزلة الإجازة التي كان يأخذها العلماء المتقدمون ، وإن كانت غير حق فهي تدليس وتلبيس وتعاون على الإثم والعدوان والله المستعان ، وحكمها حكم الشهادات .
-----------
من شريط : ( أسئلة هاتفية متنوعة من بريطانيا )