إن تغير وصفه أو طعمه أو لونه أو ريحه بسبب النجاسة فهو نجس وينجس الثياب ، وإن لم يتغبر فهو أمرٌ مستقذر وينتشر بواسطته الأمراض ، وربما قد رأينا أننا إذا ابتلينا بهذا لا نستطيع أن نتمضمض ولا نستنشق منه ، ربما يعدل الشخص إلى التيمم والله المستعان .
والحمد لله قد وسع الله على المسلمين بمياة فلا ينبغي لهم أن يضيقوا على أنفسهم وما كان في مسجد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - برك ، ولكن كانوا يتخذون ماءاً ويتوضؤون في بيوتهم ؛ الوضوء في البيت أفضل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخطُ خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة " .
نعم قد يتوضؤون بجانب المسجد كما في حديث أنس أنها حانت الصلاة فأخرجوا شيئاً من الماء قليلاً لا يكفي الناس فوضع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يده فيه فجعل الماء ينبع ويفور من بين أصابع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى توضؤوا كلهم على آخرهم ، قيل لأنس : كم كنتم ؟ ، قال : نحو ثمانين ، وفي حديث آخر أيضاً من حديث أنس كم كنتم ؟ قال : نحو ثلاثمائة ، يقول الحافظ ابن حجر : لا تعارض بين هاتين الروايتين ، فالحديث الذي فيه أنهم كانوا قدر ثمانين في المدينة ، والحديث الذي فيه أنه كانوا قدر ثلاثمائة كان في غزوة من الغزوات .
------------
من شريط : ( أسئلة فيما أنتقد على ابن تيمية )