إن اعتقد أنها تنفع مع الله أو من دون الله فهي تعتبر شركا أكبر .
وإن لم يعتقد فيها و الغالب أنه معتقد فيها لأنه ما يحافظ عليها ، إن كانت من القرآن فهي أيضا لم يثبت أن أحدا من الصحابة علق شيئاً من القرآن بل كان يُؤتى بالمريض فيقرأ عليه قرآنا أو يقرأ عليه أدعية .
وأما إذا كانت طلاسم لا تفقه أو كانت حروفاً مقطعة أيضا لا تُفهم ربما تكوت أسماء جن وعفاريت يناديها الشخص أو يعتقد فيها فهي أيضا تعتبر شركا .
المهم أن هذا يرى بين أن تكون خرافة و بين أن تكون شركا ، والغالب على الذين يحملون الحروز العزائم أنهم يعتقدون فيها أنها تنفع مع الله أو من دون الله ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله إِنْ أَرَادَنِىَ الله بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشفات ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ ممسكات رَحْمَتِهِ " .
و يقول : " وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ " فالذي يريده الله كائن لا محالة ، نؤمن بالقدر ، ونؤمن بأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ " .
و يقول : " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ " .
فعلى المسلم أن يعتمد على الله سبحانه وتعالى ، وأن يفوض أمره على الله عز وجل ، وكم من شخص قد مات وهو مقر بالحروز و العزائم ، " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " .
ويقول سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚإِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖوَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ " .
الأمر أنه يجب الإبتعاد عن هذه الخرافة ، يجب الإبتعاد عنها والإعتماد على الله سبحانه وتعالى .
وأقول لإخواننا الليبيين السائلين حفظهم الله تعالى : هذه الخرافات ما تتزحزح ويقضى عليها إلا بإذن الله تعالى بسبب طلب العلم ، تطلبون العلم ، وتجدون وتجتهدون في تحصيل العلم النافع ولا تتعجلوا و ستزول بإذن الله تعالى .