الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :
فمجالس السوء يجب على المسلم أن يبتعد عنها فهو أسلم لدينه وعرضه ومروءته ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً ".
ويقول سبحانه وتعالى : " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " .
ويقول سبحانه وتعالى : " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره " .
إلا إذا كان الشخص يستطيع أن ينكر عليهم بيده أو بلسانه إنكاراً يفرق جمعهم ، أما أن ينكر عليهم إنكاراً لا يبالون به وهم يتضاحكون منه ويحتقرونه فواجب عليه أن يعتزل ذلك المجلس ، فإن الجليس له أثر على صاحبه ، وربما تهون عليه وتسهل عليه المعاصي كما روى مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً ، فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين : على أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة مادامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه " .
فربما يتأثر الشخص أو يستحي ويجامل ويحابي فالأجدر به بل الواجب عليه أن يبتعد حتى لا يفسد قلبه ، وحتى لا يظن الناس أن هذا أمرٌ لا بأس به ولو كان محرماً لما حضر فلان والله المستعان .