هي من باب أكل أموال الناس بالباطل كما ذكر هذا الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه ( نيل الأوطار ) في كتاب الإجارة .
وأما قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ، فهذا في الرقية ، وإن كان الأصل أن لا يقصر العام على سبب ، لكن القصر هاهنا على سبب الحديث من أجل أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نهى عن هذا الأمر ، فقد جاء عن عبدالله بن مسعود وصحابي آخر يختصمان في القراءة فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " اقرآ فكلاكما محسن ، فإنه سيأتي أقوام يتعجلونه ولا يتأجلونه " ، ومعنى يتعجلونه : يطلبون ثوابه في الدنيا ، ولا يتأجلونه : أي لا يدخرون ثوابه للآخرة .
ولم ينقل أن الصحابة على حاجتهم كانوا يقرأون القرآن ويأخذون شيئاً من المال ، بل إذا أراد أحد منهم أن يتصدق أعطى الفقير ، أما أن يقول له : أنا أعطيك شيئاً من المال وأنت تقرأ لي ، فهذا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا عن الصحابة رضي الله عنهم .
وأما حديث : " اقرأوا على موتاكم ( يس ) " فإنه حديث ضعيف لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهو من طريق أبي عثمان وليس بالنهدي وهو مجهول ، يرويه عن أبيه وهو مجهول ، ثم إنه تارة يروى مرفوعاً ، وتارة يروى موقوفاً ، فهو مضطرب وفيه جهالة .