ما مدى صحة حديث : " يحضر الجمعة ثلاثة نفر : رجل حضرها بلغوٍ فهو حظه منها ، ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاءه وإن شاء منعه ، ورجل حضرها بسكوت وإنصات ولم يتخطَ رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً فهي كفارة له إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام " وماذا يستفاد من الحديث ؟
الحديث سنده حسن ، ولم أذكره في < الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين > لأنه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وشعيب روى عنه جماعة ولم يوثقه معتبر ، ومختلف في سماع شعيب من جده عبدالله بن عمرو وإن كان الصحيح أنه سمع منه كما ذكره البيهقي كما في < تهذيب التهذيب > .
والحديث يدل على فضيلة الإتيان إلى الجمعة ، وإذا لغا أو تكلم فليست له جمعة بمعنى أنه لا يثاب على تلك الجمعة ، وليس معناه أن يعيد صلاة الظهر ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إذا قلت لأخيك : أنصت ، فقد لغوت " أو بهذا المعنى .
وقد سأل أحد الصحابة أبي بن كعب عن آية متى نزلت وقد كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - تكلم بها على المنبر فسكت أبي ولم يجب عليه ، ثم قال له بعد الصلاة : ليس لك من صلاتك إلا مالغوت ، أي : قاله أبي للسائل ، ثم أتيا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال : " صدق أبي " .
والدعاء يكون في غير وقت الخطبة ، أما وقت الخطبة فيستمع وينصت كما كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يأمر بالإنصات للخطيب ، وإذا رأى أحداً يتكلم أمره بالإنصات .
وأما رجل حضرها بسكوت وإنصات ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً فهي كفارة له إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام ، وهذا الذي ينبغي أن يكون منا جميعاً . والحمد لله .