الذي أنصحهم به هو أن ينركوا التقليد ، وأن يعلم كل واحد أنه سيسأل في قبره : ما دينك ، ومن ربك ، ومن نبيك ، أما المؤمن فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأما المنافق أو المرتاب فيقول : هاه هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " ولا تقف ما ليس لك به علم " .
ويقول سبحانه وتعالى : " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .
فالواجب علينا أن نحكم الكتاب والسنة : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .
" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " .
وربما المعاصي تكون سبباً للجبن ، وسبباً للخور كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته " .
ويقول سبحانه وتعالى : " ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " .
فربما تكون المعصية سبباً للهزيمة النفسية وسبباً للجبن : " إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين " .
فواجب عليهم أن يحكموا كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأن يعتبروا بما حدث من تلك الفضيحة التي لا ينساها التاريخ وستسجل إن شاء الله في الكتب وفي غيرها : وهي المظاهرات لصدام ، والخروج في الشوارع كالأنعام السائبة ، والولاء والبراء : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " الواجب علينا أن ننضم إلى الصادقين .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " اتبعوا من لا يسئلكم أجراً وهم مهتدون " .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( سنن أبي داود ) : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة " انتهى الحديث عند أبي داود ، زاد غير أبي داود : " كلها في النار إلا فرقة " .
فالواجب على المسلم أن يبحث عن هذه الفرقة ، وفي الصحيحين من حديث معاوية والمغيرة بن شعبة أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله " .
أهم أصحاب التمثيليات ، أهم حالقوا اللحى ، أهم الذين دخلوا مجلس النواب ، أهم الذين عقدوا صلحاً من الأحزاب الذي سموه ميثاق الشرف لا يتكلم هذا في هذا ، ولا يتكلم هذا في هذا .
أم هم الطائفة الصابرة المحتسبة التي تأمر وتنهى في حدود ما تستطيع ، أهم الذين ينفرون عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، أهم الذين يحتقرون أهل السنة ينبغي أن نسال من هي هذه الطائفة ؟ .
--------
راجع كتاب : " قمع المعاند 2 / 328 إلى 330 "