مسألة القنوت في صلاة الفجر ، فالبعض يقول سنة والبعض يقول إنها بدعة .

الزيارات:
3006 زائراً .
تاريخ إضافته:
26 شوال 1434هـ
نص السؤال:
تحت عنوان لا عصبية ولا تقليد للتحرر من العصبية والتقليد الأعمى لزيد أو عمرو من المتقدمين أو المتأخرين هناك مسألة كادت أن تجعل مساجد المكلا في صراع لا يعلم مداه إلا الله وهي مسألة القنوت في صلاة الفجر ، فالبعض يقول : سنة واردة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بأدلة ، والبعض يقول : إنها بدعة ، والشباب في حيرة لعدم علمهم بالحديث نرجوا أن تشرحوا هذا الموضوع شرحاً وافياً حتى نكون على بينة وجزاكم الله خيراً ؟
نص الإجابة:
أما التقليد فمن أنفذه الله منه فيجب أن يحمد الله سبحانه وتعالى فإن التقليد عمى " أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " .
ولقد أحسن من قال :
ما الفرق بين مقلد في دينه *** راض بقائده الجهول الحائــر
وبهيمة عمياء قاد زمامهــا *** أعمى على عوج الطريق الجائر
بل أعظم من هذا أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتابه القيم < مسائل الجاهلية > عد التقليد أصلاً من أصول الكفر ، واستدل على ذلك بقول الله عز وجل حاكياً عن المسركين : " إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ " .

أما مسألة القنوت ، ففي < سنن أبي داود > عن أبي مالك سعد بن طارق قال : قلت لأبي : يا أبت صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأبي بكر وعمر فهل كانوا يقنتون ؟ قال : أي بني محدث .
وأما حديث : أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ما زال يقنت حتى فارق الدنيا ، فإنه من طريق أبي جعفر الرازي وهو مختلف فيه ، والراجح ضعفه .
أما في أوقات النوازل فيُشرع القنوت في جميع الصلوات .
ومن أراد استيفاء المسألة فأنصحه بالرجوع إلى < زاد المعاد > فإن الصنعاني والشوكاني وهما مؤلفان يحيلان على < زاد المعاد > ، فإذا كان هذا في حال التأليف ، ففي حال الأسئلة والأجوبة أولى .

والقنوت لا ينبغي أن يكون سبباً للخصام والنزاع ، فإن هذا مما تقر به أعين أعداء الإسلام فالشيوعيون يحبون أن يتخاصم أصحاب المساجد ، فأصحاب المساجد إن استطاعوا أن يصلوا بالناس على السنة فعلوا ، وإن استطاعوا أن يبنوا لهم مسجداً فعلوا ، وإن استطاعوا أن يذهبوا إلى مساجد سنة فعلوا ، وإذا لم يستطيعوا فليصلوا مع المسلمين ، والصلاة صحيحة أقنت أم لم يقنت ، لكن تقدم أن طارقاً والد أبي مالك يقول : إنه محدث ، أي بدعة ، والصلاة صحيحة ، والخصام والنزاع مع المستأجرين لأعداء الإسلام فربما يكون الإمام مستأجراً ، وربما يكون أناس في في المساجد مستأجرون لشيوعية أو بعثية أو ناصرية ، فأنصحهم ألا يثيروا فتنة وأن يصبروا حتى ييسر الله لهم بمساجد .

---------------
راجع كتاب : ( قمع المعاند 2 / 337 - 338 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف