نعم مبتدع، مادام يدعو إلى الحزبية، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾.
وإذا كان من أهل العلم من يقول: أن المتعصب للمذاهب الأربعة أو لواحد منها يعد مبتدعا كما ذكره الصنعاني في «إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد» فالتعصب لهذه الحزبيات الساقطة تعتبر بدعة، وكذلك محاربته لإخوانه أهل السنة وتنقصه لهم، واعترافه بالديمقراطية، والذي ينكر على أهل السنة أنهم لا يقولون بالعمل الجماعي، فهو صاحب هوس، وإلا فمن الذي ينكر العمل الجماعي ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾.
والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».
لكن في حدود الكتاب والسنة، وليس كما يقال: أمرنا الأمير أن نحلق لحانا فنحن نحلقها. والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «احفوا الشوارب وأعفوا اللحى».
أو أمرنا الأمير أن نتصور فنتصور، وغيرها من المحرمات، وإنني أحمد الله على الخير الذي حققه على يدي الدعاة إلى السنة من أهل السنة في اليمن، اخرجوا إلى إخوانكم الذين تزودونهم بالدنانير تجدوهم أمواتا غير أحياء وما يشعرون متى يسقطون، فهم يتوقعون السقوط، بخلاف دعوة أهل السنة فإنها كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها﴾.
فالحمد لله دعوة أهل السنة منتشرة في اليمن وفي غير اليمن، وأبشركم أنها تأتيني أسئلة من بريطانيا ومن أمريكا ومن ألمانيا ومن كثير من البلاد يسألون عن عبدالرحمن عبدالخالق وعن جمعية إحياء التراث، ونحذرهم غاية التحذير من الوقوع في شباكهم ونقول لهم: استعينوا بالله وادعوا في حدود ما تستطيعون وليست المسألة بالمادة فقد صبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على الجوع والعري والمرض. فاصبروا وادعوا في حدود ما تستطيعون ولا تبيعوا دعوتكم من فلان وفلان.