محمد عبده المصري هو رجل رآئي لا يقال : عقلاني ، لأن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصحيح ، وهناك اثباتات عليه بأنه دخل في الماسونية ، وهو من الأسباب التي كانت سبب لتمييع الشعب المصري ، فذاك صار منهم من يطعن في دلائل النبوة ، وآخر يطعن في قصص الأنبياء ، وآخر يطعن في كثير من الأحكام ، وقد وجد هذا في كتابه < المنار > أنه يقول : في قول الله : " ذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ " قال : إن عيسى ما سينزل ، وقد قرأ - هذا من عندنا قد قرأ - قوله تعالى : " وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ لِلسَّاعَةِ " بفتح العين واللام ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن عيسى سينزل ويقتل الخنزير ويضع الجزية " وذكر بقية الحديث ، وأحاديث نزول عيسى وخروج الدجال متواترة .
ويقول عند تلكم الآية نفسها : إن الدجال رمز خرافة ، فأنا أعتقد أن مثل هذا الرجل لو كان موجوداً على عهد الإمام أحمد رحمه الله تعالى لحكم عليه بالزندقة .
ويقول أيضاً في شان طيور إبراهيم يقول : إن الله ما أحياها ، وإنما كانت طيوراً معلمة ، حيث قال إبراهيم : " رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى * قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا " قال : إنما كانت معلمات هذه الطيور .
وهكذا أيضاً : قصة العزير يقول : إنا أنامه الله ولم يمته ، ما أماته الله .
ويقول في صاحب بني إسرائيل صاحب البقرة يقول : إن الله ما أحياه .
فالمهم أن هذا رجلٌ ضالٌ مضل ، وقد ذكرنا هذا في مقدمة كتابنا < الصحيح المسند من دلائل النبوة > ، وخصصنا هذا برسالة وهي < ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر > .
وذكر أحمد شاكر عند قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليشربه " أو بهذا المعنى ذكر أن محمد عبده وجميل الدين الأفغاني كانا جاهلين بالسنة وأنه تأثر بهما محمد رشيد رضا ، وكان عالماً بالسنة لكنه تأثر بهما ، ذكر هذا في الجزء الثاني عشر من شرحه لمسند الإمام أحمد .
-----------------
من شريط : ( أسئلة هاتفية متنوعة من بريطانيا )