هناك إخوان لنا في العقيدة السلفية الخالصة ونختلف نحن وهم في كيفية نشر العقيدة فاختاروا أمراً مما جد في هذا العصر فاختلفنا وإياهم في جزء عملي في المنهج فهل نطبق في هؤلاء قاعدة الجرح أم النصح لهم ؟
ينبغي أن ينصحوا ولا نطبق فيهم قاعدة الجرح والتعديل إلا من أصبح يدعي السلفية وهو يفرق بين أهل السنة أنفسهم كعبدالرحمن عبدالخالق وعبدالله السبت فإنهما فرقا بين أهل السنة أنفسهم في السودان ، وفي مصر ، وفي أبي طبي ، وفي الأردن ، وفي اليمن ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جاء في وصفه أنه فرق بين الناس ، وأنه فرق بين الناس لكن تفرقة بين المسلم والكافر ، والمرأة تسلم وزوجها كافر فتلحق برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والأخ يسلم وأخوه كافر فيلحق برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والولد يسلم وأبوه كافر فيلحق برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والشخص يفارق بلده وقبيلته من أجل أنه قد أسلم فيلحق برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فهذا تفريق حسن ، أما تفريق بين أهل السنة أنفسهم فهذا مما يجرح القلب ، إنه يفرق بين الناس بديناره لا بأفكاره .
فالحمد لله من الناس من يكون أعلم منه لكنه يسيل لعابهم إلى ديناره فيتبعونه ويغضون الطرف ، فمثل هذا يبين ويحذر منه ، وقد بينا بحمد الله في غير ما شريط ، وسنحذر حتى يتوبا إلى الله سبحانه وتعالى عن التفرقة بين أهل السنة أنفسهم .
وهكذا من غلف دعوته بالسلفية وهي تشتمل على الحزبية ينبغي أن يبين للناس هذه السلفية المزعومة ، فنحن نحارب الحزبية لأنها مساخة ، فكم من شخص يكون مؤلفاً وخطيباً داعياً إلى الله وبعد أن يختطفه الحزبيون يموت ويبقى إما رجل أناشيد ، وإما رجل تمثيليات إلى غير ذلك من الأمور المساخة ، فهذه الأمور لا بد من أن تبين ، وينبغي أن ينزل الناس منزلهم ، وأن يلازم معهم العدالة " ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " ، " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا " .
فملازمة العدالة وتنزيل الناس منازلهم أمر مهم جداً ، والعلماء رحمهم الله تعالى ربما أناس يوثقون محدثاً وآخرون منهم يضعفونه ، فلماذا وثقه أولئك بحسب ما علموه ، ولماذا ضعفه أولئك ؟ بحسب ما علموه من ضعفه ، وربما يأتون بعبارات خفيفة التجريح : صدوق سيئ الحفظ أو صدوق فيه لين ، لين الحديث ، ضعيف ، فعبارات التجريح تختلف ينبغي أن تكون مناسبة وصادقة على الشخص .