حكم مواجهة الحكام

الزيارات:
4061 زائراً .
تاريخ إضافته:
26 شوال 1434هـ
نص السؤال:
هناك من الأخوة الملتزمين بعقيدة أهل السنة والجماعة يقولون إنه لا بد من المواجهة المباشرة مع الحكومات الكافرة التي لا تحكم بما أنزل الله باليد والسلاح وإن كنا عزل ، وإذا قلنا لهم إننا لم نعد لهم العدة وأن هذه فتنة قد تجر إلى فتنة اشد يقولون إنه ليس هنالك فتنة أشد من ترك الدين بالكلية والكفر البواح الذي يطهر في هذه المجتمعات فما رأي فضيلتكم ؟
نص الإجابة:
تقدم أننا ننصح بالتأني في هذه الأمور وبتثبيت القاعدة ، والإيمان يتفاوت ، والرسول - صلى الله علهي وعلى آله وسلم - يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقله ؛ وذلك أضعف الإيمان " ، فمن قوي إيمانه وأحدث أمراً ( بأشخاص ) كفار فلا ينبغي أن يعنف ، ومن ضعف إيمانه ورأى أن الأناة هي الأفضل لا ينبغي أن يعنف ، وأن يُحمل مالا يطيق ، لكن الذي اراه أن الشعوب ليست مؤهلة للقيام بالجهاد في سبيل الله ، ثم بعد هذا لا بد من نظر ، فالشعوب مسلمة فربما تسفك دماء الشعوب المسلمة ، والله سبحانه وتعالى قد أخر فتح مكة من أجل وجود بعض المسلمين فيها ، قال الله سبحانه وتعالى : " وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " [ الفتح : 25 ] .
والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيح : " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً " ، ويقول كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة : " المسلمان إذا التقيا بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ ، قال : " إنه كان حريصاً على قتل أخيه " .
فوسائل الإعلام تستطيع أن تنزل الخارج في منزلة الشيطان الرجيم ، ويستحل الشعب والمجتمع دمه ، ويصبح القتال بين المسلمين ، والطواغيت في مكاتبهم وفي أعمالهم ، فر بد من تأني لأننا نخشى كما قلنا أن يصبح القتال بين المسلمين ، والله المستعان .

---------------
راجع كتاب : ( غارة الأشرطة 2 / 444 - 445 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف