إذا اختلفت الفتاوى ؛ رب العزة يقول في كتابه الكريم حاكياً عن أصحاب يس : " اِتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ " ، فينظر للأصلح والأتقى ، والذي عنده الدليل قبل كل شيئ ، لكن إذا كان لا يعرف الدليل ينظر للأتقى والأصلح وبعد ذلك يسأله الدليل عن هذا .
أما شخصٌ يقول : الانتخابات جائزة ، وآخر يقول : ليست بجائزة هذا لا نقبل كلامه ؛ وإن كنَّا نعد بعد العلماء مخطئا في هذا ؛ لكن نقول : إن خطؤه مغمورٌ فيما له من الفضل ، ونقول أيضاً : إنه لُبس عليه يأتيه الشخص ما شاء الله لحية وعمامة قد برمها والثوب إلى وسط الساق ويقول له : يا شيخ ما بيننا وبين أن نصل إلى الحكومة الإسلامية إلا أن نشارك في الانتخابات وفيه من يعارض هذه الانتخابات والشيخ يصدر فتوى ما يدري ضرر الفتوى على بلده .
بوش أخزاه الله يقول : إن السعودية والكويت لم يطبقا الديمقراطية ، أخبرني بعض الأخوة الزائرين من الامارات يقول : بعض الدويلات الصغيرة في الامارات تتهددها أمريكا إذ لم تطبق الديمقراطية فستفصلها من مجلس الأمم المتحدة أو مجلس الأمن ، ومعناها إذا فصلتها أن صدام سيثب عليها ويأكلها لقمة سائغة ، أو أن إيران ستثب عليها وتأخذها سائغة ، فهم في وجل ، وهكذا أيضاً ضرر هذه الفتوى على السعودية وعلى الخليج ، وستذكرون ما أقول لكم ونسأل الله ألا يمكن أمريكا وأن يخزي أمريكا وأن يقيض لها شعباً يدمرها كما قيض الشعب الأفغاني لروسيا ودمرها ، فلو تمكنت لضطرت الناس ، وما شاء الله قد افتى الشيخ مرحباً بالديمقراطية والتصويتات والشيخ قد أفتى ، يا شيخ ليس الأمر كما نقلوه لك ( أمير ومكتف ) أمير ولكن إذا جاءت الأوامر من أمريكا هي المقدمة مثل ما اختلفا المنجمون في خليفة من الخلفاء العباسيون كم سيبقى ؟ ، وكان عندهم شخص منكت فقال : سيبقى ما أراد الأتراك ، وبقي ما أراد الأتراك كما قال .
فالمسألة يا شيخ ليس بأيدي الحكام شيئ ، وليس بأيدي أصحاب مجلس النواب شيئ ، الفرد الذي يعمل الذي ليس مرتبطاً بأعمال حكومية هو الذي يعمل للإسلام في حدود ما يستطيع .
قال بعضهم : قد استولت أمريكا على جميع الحكومات إلا القذافي ( قذف الله القذافي في البلاء ) ، وإيران وعمر البشير ، وصدام ، يا مسكين تغتر بالدعايات ، ما في حكومة إلا وهي خاضعة لأمريكا ، ولا يغرنك أن جاءت أمريكا ورمت على بيت القذافي فهي من أجل أن تظهره بطلاً أمام الناس يخاصم أمريكا ويناضل أمريكا والواقع أنهم عملاء والله المستعان .
----------------
من شريط : ( تحذير الحيران من تلبيسات السرورية والإخوان ) .