هناك من يقول إن الحديث القدسي هو كلام الله تعالى لفظاً ومعنى ومنهم من يقول بل هو كلام الله تعالى معنى فقط واللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم ، والذين يقولون : هو كلام الله لفظاً ومعنى ينكرون على الآخرين ويقولون : إن قولهم إن الحديث القدسي كلام الله معنى فقط إنه يشبه قول الأشاعرة إن لم يكن قولهم ، فما هو الصحيح هل هو كلام الله لفظاً ومعنى أم أنه كلام الله معنى واللفظ من رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ؟
القرآن نبدأ بهذا ، القرآن كلام الله لفظاً ومعنى ، أما الحديث القدسي فلا يمنع أن يكون هذا وهذا ، بعضه يؤديه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما سمعه من ربه أو بلغه جبريل عنه ، وبعضه لا يمنع أن يرويه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بالمعنى ، وليس هناك دليل يمنع ، لكن كونه لفظاً ومعنى أقرب ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : يقول الله ، أو فيما يرويه عن ربه فما كان له أن يزيد أو لينقص على ما قال الله سبحانه وتعالى " وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ * لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ " .
--------------
من شريط : ( أسئلة شباب العدين وبعدان )