يقول أحد الشيوخ الإخوانيين نريد منك أن تبين أن دعوتنا إسلامية ومهمتها في هذه الظروف ليست إثارة النفوس وتصيد الأخطاء وتجريح الأشخاص والهيئات فنحن أبعد الناس عن ذلك بل إن ذلك يعوق مهمتنا السياسية وينشىء
الزيارات:
3858 زائراً .
تاريخ إضافته:
26 شوال 1434هـ
نص السؤال:
يقول أحد الشيوخ الإخوانيين : نريد منك أن تبين أن دعوتنا إسلامية ومهمتها في هذه الظروف ليست إثارة النفوس وتصيد الأخطاء وتجريح الأشخاص والهيئات فنحن أبعد الناس عن ذلك بل إن ذلك يعوق مهمتنا السياسية وينشىء خصومات لسنا في حاجة إليها لأن مهمتنا أن نجمع ولا نفرق نبني ولا نهدم نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاَ فيما اختلفنا فيه فهل هذا صواب ؟
آخر الكلام يناقض أوله ، في آخر الكلام أنهم لا يجرحون الأشخاص ، فموسى إذ قال لصاحبه : " إنك لغوي مبين " .
ونبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذ قال لأبي ذر : " إنك امرؤ فيك جاهلية " .
وقال لمعاذ : " أفتان أنت يا معاذ " .
وقال للذي كلمه من خلف الباب : " ليدخل بئس أخو العشيرة " .
وقال : " ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً " .
وأقر هنداً على أن أبا سفيان رجل شحيح .
فكل هذا عندهم تجريح للأشخاص ، ولا تقره أفهامهم السقيمة ، وإجماع علماء الجرح والتعديل ، بل علماء الأمة على جواز الجرح والتعديل .
فالواقع أن دعوة الإخوان المسلمين لفيف ، ففيها الصوفي ، وفيها الشيعي ، وفيها السني ، وفيها الفويسق ، وفيها المادي ، وفيها الجاسوس ، من كل حدب ، وزاد الطين بله دخول مشائخ القبائل فيها ، فيها الحاكمون بالأسلاف والأعراف الطاغوتية ، وكم نعدد من البلايا .
فنقول : يجب علينا وعليهم ألا نجادل عن مبطل ، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم " .
وأما كون دعوتهم تجمع ولا تفرق ، فهذا أكبر برهان على أنها لفيف ، لكن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " أنا فرق بين الناس " ، ويقول : " محمد فرق بين الناس " .
ويقول أيضاً في رواية في هذا الحديث نفسه : " محمد فرّق بين الناس " يعني : أن من الناس من يكون مسلماً وأبوه كافراً ، أو امرأة تكون مسلمة وزوجها يكون كافر ، أو على العكس فالأخ يكون مسلماً وأخوه يكون كافراً ، فتحصل الفرقة ، محمد فرق بين الناس ، ولا أدري أهؤلاء يفهمون ما يقولون أم لا يفهمون ما يقولون .
وأقبح جملة في هذا : نتعاون فيما اتفقنا عليه ، وليعذر لعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه .
من زمان قلنا لكم : تعدل ويقال فيها : نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ونتآمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر فيما اختلفنا فيه ، نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ونتناصح فيما اختلفنا عليه .
أما إن كنت معنا فارتكب ما شئت من البدع وأنت أخونا ، وهذا شأن الحزبيين ، وإن كنت لست معنا فأنت مخرب فاسد مفسد خطر على المجتمع ، لا ، من زمان ونحن نقول للإخوان المسلمين : لا بد من أن يعيدوا النظر في مناهجهم ، ومنذ خرجوا للشوارع كالأنعام السائبة يظاهرون لصدام ، ومنذ خرجوا من أجل الدستور ، فنقول : هذا المنهج لا يربي رجالاً ، أعيدوا النظر في منهجكم ، وإلا فستبقون هكذا كالكرة ، هذا يأتي ويلطم بها في هذا الجانب ، وذاك يأتي ويلطم بها في ذا الجانب ، وليست بأوليات الإخوان المسلمين ، فانظروا تاريخهم في مصر ، وفي سوريا ، وفي السودان ، فإنه تاريخ أسود ، إساءة إلى الإسلام وإلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .