الحاجة له أن كثيراً من أهل البدع بل يمكن كل أهل البدع وهم يدَّعون أنهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، بل الأشعرية يسمون أنفسهم بأهل السنة ، وأحمد الإسكندراني الذي يرد على < الكشاف > وهو أشعري يدعي أنه ينتصر لأهل السنة ، وهكذا الماتريدية أتباع أبي منصور الماتريدي وغيرهم من أصحاب الأهواء والبدع .
ثم فهم سلف الأمة خير لنا من أفهامنا ، فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " .
سؤال : وهل يكون لهذا القيد أي أثر في الأحكام الفقهية ؟
جواب : الأحكام الفقهية لا بد أن تكون على فهم السلف الصالح ، وإلا فيمكن أن يحرف المحرفون ويقولون مثلاً : وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى ما ذكر في حديث مالك بن الحويرث ، وما ذكر في حديث المسئ صلاته ، فلا بد أن يكون على فهم السلف الصالح ، وإلا حصل انزلاق وتخبط ، فإن شأن أهل البدع والأهواء أنهم يأخذون بجانب من الدين ويتركون الآخر بخلاف أهل السنة فإنهم وقفوا لذلك .
بقي أهو حق لنا ولازم علينا أن نسمي أنفسنا بالسلفيين أم لا ؟ هذا جائز ، وكذلك تسمية أهل السنة وأهل الحديث فإن أبا عثمان الصابوني في كتابه القيم < عقائد السلف > تارة يعبر عن أهل السنة بأهل الحديث ، وأخرى يعبر عنهم بالسلف ، وأخرى يعبر عنهم بأهل السنة ، فالأمر سهل في هذا ، فلا ينبغي أن يضيق على الناس ويقال : لا بد أن تسموا أنفسكم سلفيين ، وزد على هذا أن بعض الناس لوث السلفية كأصحاب سلفية الكويت فدخلوا في الانتخابات ومجلس الأمة الذي فيه اليمين الدستورية على احترام الدستور ، والدستور هذا ينص فيه أن المرأة إذا زنت برضا زوجها فإنه ليس عليها حد ، فوجد من لوث السلفية والسلفية بريئة منه .