موقف أهل السنة أنهم بحمد الله في غاية من الصراحة ينكرون على الحاكم ، وينكرون على شيخ القبيلة إذا حكم بالطاغوت ، وينكرون أيضاً على القوانين الوضعية التي تأتينا من قبل أعداء الإسلام ، وينكرون الظلم بجميع أنواعه ، لكنهم لا يدعون إلى الثورات وإلى إلى الانقلابات ، فقد درسنا الثورات والانقلابات فما رأيناها نفعت الإسلام بشيئ ؛ بل كم من معركة تسفر عن الملايين ثم بعد ذلك يأتى بالعلماني بدل العماني أو شيوعي بدل الشيوعي أو غير ذلك ، فمسألة الثورات والانقلابات نحن نحاربها ، حتى لو كنا نعتقد في دولة أخرى أنها كافرة والشعب مسلم لا نرضى لهم بإقامة ثورات ولا انقلابات لأن الدائرة سترجع على المسلمين فيما بينهم أناسٌ مع الحاكم وأناسٌ ضده فالله المستعان .
ثم بعد ذلك ينبغي أن نصلح أنفسنا فإن الله عز وجل يقول : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " [الأنعام:129].
فهل المجتمع ترك الربا والتعامل بالربا ؟! .
هل ترك المجتمع ما يأتي من قِبل أعداء الإسلام وهو مخالفٌ للكتاب والسنة ؟! ، أم المجتمع يتقبل كل ما أتاه ، فينبغي لنا أن نصلح أنفسنا فإن الله عز وجل يقول : " وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " [الأنعام:129] ، وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يرى أن الحاكم الظالم عذابٌ من عند الله لا يرفعه الله إلا بالتوبة .
ثم بعد ذلك الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق بينكم فضربوا عنقه كائناً من كان " ، وعبادة بن الصامت يقول : بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على السمع والطاعة في اليسر والعسر ، والمكره والمنشط ، وعلى ألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ، وعلى أن نقول الحق لا نخالف في الله لومة لائم .
حتى لو رأينا كفراً بواحاً لا بد أن ننظر لحالة المسلمين هل عندهم كفاءة ، واستغناء ذاتي لا يحتاج إلى أمريكا ولا إلى غيرها من أعداء الإسلام أم ليس عندهم هذا ، فإذا كان عندهم ذلك فلهم ، وأيضاً لا تسفك دماء المسلمين فلهم أن يعزلوا تلك الحاكم .
أما إذا كان يُخشى أن ترجع الدائرة على رؤوس المسلمين ، وما أكثر القضايا التي أثرة عن التضيق على الدعوة الإسلامية ، مثل : قصة حماة ، ومثل : أصحاب الحرم وغير ذلك فكثير منها تسفر عن التضيق على الدعوة الإسلامية والتخوف من أصحاب اللحى ومن الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى .
---------
من شريط : ( الأسئلة السياسية لإمام الدعوة السلفية )